للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلم: معرفة المنقطع من الحديث، وهو غير المرسل، وقل ما يوجد في الحفاظ من يميز بينهما، والمنقطع على ثلاثة أنواع:

فمثل نوع منها ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد السما ببغداد، ثنا أيوب بن سليمان السعدي، ثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني أبو روح، ثنا هلال بن حق عن الجريري، عن أبي العلاء - وهو ابن الشخير، عن رجلين من بني حنظلة، عن شداد بن أوس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلم أحدنا أن يقول في صلاته … الحديث.

قال الحاكم: هذا الإسناد مثل لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء ابن الشخير وشداد بن أوس، وشواهده في الحديث كثيرة.

وقال ابن القطان الفاسي في كتابه "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٨١ - ٨٢): وذكر أبو محمد من المراسل عن محمد بن كعب القرظي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أريد أن أُجدد في صدور المؤمنين، أيما صبي حج به أهله فمات أجزأ عنه" الحديث.

ثم قال: هذا مرسلًا ومنقطع، ليس بمتصل السماع.

ومعنى هذا الكلام أن في إسناده انقطاعًا قبل أن يصل إلى مرسله.

قال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع، عن يونس بن إسحاق، قال: سمعت شيخًا يحدث أبا إسحاق، عن محمد بن كعب، فذكره.

فجعله مرسلًا، لأن محمد بن كعب تابعي، ولم يذكر عمن أخذه، ومنقطعًا من أجل أن هذا الشيخ الذى حدث به أبا إسحاق لم يُسَمَّ.

وهذا العمل أصوب من عمله في الحديث الآخر الذي ذكره من طريق عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: حدثنا أبو الزبير، عن رجل صالح من أهل المدينة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "كانت امرأة تحت رجل من الأنصار، فقتل عنها يوم أحد" الحديث.

ثم قال: هذا مرسل، وفيه رجل مجهول.

<<  <   >  >>