للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعاء، والتوكل على الله سبحانه.

ومنها: أن يشيع جنائزهم، ويزور قبورهم.

والمقصود من التشييع: قضاء حق المسلمين، والاعتبار.

قال الأعمش: كنا نحضر الجنائز، فلا ندرى من نعزى لحزن القوم كلهم.

والمقصود من زيارة القبور: الدعاء، والاعتبار، وترقيق القلب.

ومن آداب تشييع الجنائز: المشي، ولزوم الخشوع، وترك الحديث، وملاحظة الميت، والتفكير في الموت، والاستعداد له.

وأما حقوق الجار: فاعلم أن الجوار يقتضى حقاً وراء ما تقتضيه أخوة الإسلام فيستحق ما يستحقه كل مسلم وزيادة، وجاء في الحديث: "إن الجيران ثلاثة: جار له حق واحد. وجار له حقان: فالجار المسلم، له حق الإسلام، وحق الجوار. وأما الذي له حق واحد: فالجار المشرك" (١).

واعلم: انه ليس حق الجوار كف الأذى فقط، بل احتمال الأذى والرفق، وابتداء الخير، وأن يبدأ جاره بالسلام، ولا يطيل مهم الكلام، ويعوده في المرض، ويعزيه في المصيبة، ويهنئه في الفرح، ويصفح عن زلاته، ولا يطلع إلى داره، ولا يضايقه في وضع الخشب على جداره، ولا في صب الماء في ميزابه، ولا في طرح التراب في فنائه، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف من عوراته، ولا يتسمع عليه كلامه، ويغض طرفه عن حرمه، ويلاحظ حوائج أهله إذا غاب.

[٥ ـ فصل في حقوق الأقارب والرحم]

وأما حقوق الأقارب والرحم، ففى الحديث الصحيح، من رواية عائشة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلنى وصله الله، ومن قطعنى قطعه الله".


(١) أخرجه البزار، والحسن بن يوسف في "مسنديهما"، وأبو الشيخ في "كتاب الثواب" وأبو نعيم في "الحلية"، من حديث جابر، ورواه ابن عدي من حديث عبد الله بن عمرو، قال الحافظ العراقي: وكلاهما ضعيف.

<<  <   >  >>