والأحاديث في فضائل الصبر كثيرة، منها: ما أخرجناه في "الصحيحين" عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه، حتى الشوكة يشاكها".
وفى حديث آخر:"ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه". أخرجاه في "الصحيحين".
وفى حديث آخر:"لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده وفى ماله وفى ولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة".
وفى حديث سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال "الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على الأرض وليس عليه خطيئة" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال الله تعالى: " إذا وجهت إلى عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً، أو أنشر له ديواناً"(١).
[٢ ـ فصل [في آداب الصبر]]
ومن آداب الصبر استعماله في أول صدمة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:"إنما الصبر عند الصدمة الأولى" حديث صحيح.
ومن الآداب الاسترجاع عند المصيبة، لحديث أم سلمة رضى الله عنها وهو من رواية مسلم.
ومن الآداب سكون الجوارح واللسان، فأما البكاء فجائز.
قال بعض الحكماء: الجزع لا يرد الفائت، ولكن يسر الشامت.
(١) أخرجه ابن عدي في "الكامل" والديلمي في مسند الفردوس، والحكيم الترمذي في النوادر من حديث أنس بن مالك، وسنده ضعيف كما قال الحافظ العراقي.