الرابع عشر: أن يتصدق فى يوم الجمعة بما أمكن، ولتكن صدقته خارج المسجد.
ويستحب أن يصلى صلاة التسبيح فى يوم الجمعة.
الخامس عشر: يستحب أن يجعل يوم الجمعة لأعمال الآخرة، ويكف عن جميع أشغال الدنيا.
[٣ ـ فصل فى ذكر النوافل]
اعلم: أن ما عدا الفرائض من الصلاة ثلاثة أقسام:
سنن، ومستحبات، وتطوعات.
ونعنى بالسنة: ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المواظبة عليه، كالرواتب عقيب الفرائض والوتر والضحى.
ونعنى بالمستحب: ما ورد الخبر بفضله ولم ينقل بالمواظبة عليه، كالصلاة عند دخول المنزل والخروج منه.
ونعنى بالتطوعات: ما وراء ذلك مما لم يرد به خبر، لكن العبد يتطوع بفعله، وتسمى هذه الأقسام الثلاثة: نوافل، لأن النفل هو زيادة، وهذه زيادة على الفرائض.
واعلم: أن أفضل تطوعات البدن: الصلاة.
وأقسام النوافل وفضائلها مشهورة مذكورة فى كتب الفقه وغيرها، لكن نذكر منها صلاة التسبيح، لأنها قد تخفى صفتها على بعض الناس.
فروى عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال للعباس "يا عماه: ألا أعطيك، ألا أعلمك -وذكر الحديث إلى أن قال-: "تصلى أربع ركعات، تقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة فى أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك عن الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوى ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً قبل أن تقوم، فذلك خمس وسبعون، تفعل ذلك فى أربع ركعات إن استطعت أن تصليها