زاهداً في الدنيا، فإن من كان معه خرزة، فرأى جوهرة نفيسة، لم يبق له رغبة في الخرزة، فإذا قيل له: بعها بالجوهرة، أسرع في ذلك.
واعلم: أن من رزقه الله تعالى الانتباه لذلك، فإن عليه لسلوك الرياضة شرطاً لابد من تقديمه، ومعتصماً لابد من التمسك به، وحصناً لابد من التحصن به.
فأما الشرط، فهو رفع الحجاب بترك الذنوب.
وأما المعتصم، فشيخ يدله على الطريق لئلا تختطفه الشياطين في السبل.
وأما الحصن، فالخلوة، وعليه من الوظائف مخالفه الهوى، وكثرة الذكر والاقتصاد في الأوراد.
ومنتهى الرياضة أن يجد قلبه مع الله أبداً، ولا يمكن ذلك إلا بأن يخلو عن غيره، ولا يخلو إلا بطول المجاهد، فهذا منهاج رياضة المريد وترتيبه في التدريج، فأما تفصيل الرياضة في كل صفحه، فسيأتي إن شاء الله تعالى.