للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "تجافوا عن ذنوب السخي، فإن الله آخذ بيده كلما عثر" (١).

وفى حديث آخر: "الجنة دار الأسخياء، وما جبل ولى الله إلا على السخاء" (٢).

وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بعبادة ولا بصيام، ولكن دخلوها بسخاء النفس، وسلامة الصدر، والنصح للمسلمين" (٣).

وفى حديث آخر: "عليكم باصطناع المعروف، فإنه يمنع مصارع السوء".

وقال ابن السماك: عجبت ممن يشترى المماليك بماله، كيف لا يشترى الأحرار بمعروفه؟!

ومن حكايات الأسخياء:

قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وأنه ما سئل شيئاً قط فقال: لا وأن رجلاً سأله، فأعطاه غنماً بين جبلين، فأتى الرجل قومه، فقال: يا قوم: أسلموا، فإن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر.

وقيل: كان لعثمان على طلحة رضى الله عنهما خمسون ألف درهم، فخرج إلى المسجد، فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال: هو لك يا أبا محمد معونة على مروءتك.

وجاء أعرابي إلى طلحة، فسأله، وتعرف إليه برحم، فقال: إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، فأعطاه ثلاثمائة ألف درهم.

وقال عروة: رأيت عائشة رضى الله عنها تقسم سبعين ألفا، وهى ترقع درعها.


(١) رواه الطبراني في "الأوسط" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" وقال: "أقيلوا السخي زلته" وفيه ليث ابن أبي سليم، وهو ضعيف، وزاد الطبراني فيه وأبو نعيم من حديث ابن مسعود نحوه بإسناد ضعيف، ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق الدارقطني.
(٢) قال العراقي: رواه ابن عدي والدارقطني في "المستجاد" والخرائطي، قال الدارقطني: لا يصح، ومن طريقه رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال الذهبي: حديث منكر، ما أفته سوى جحدر.
(٣) قال العراقي: رواه الدارقطني في المستجاد، وأبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" من حديث أنس، وفيه محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري، أورد ابن عدي له مناكير، وفي "الميزان": أنه ضعيف منكر الحديث، وروى الخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث أبي سعيد نحوه، وفيه صالح المري، متكلم فيه.

<<  <   >  >>