يتكبر به، حتى إن الفاسق قد يفتخر بكثرة شرب الخمرة والفجور، لظنه أن ذلك كمال.
واعلم: أن التكبر يظهر في شمائل الإنسان، كصعر وجهه، ونظره شزراً، وإطراق رأسه، وجلوسه متربعاً ومتكئاً، وفى أقواله، حتى في صوته ونغمته، وصيغة إيراده الكلام، ويظهر ذلك أيضاً في مشيه وتبختره، وقيامه وقعوده وحركاته وسكناته وسائر تقلباته.
ومن خصائل المتكبر، أن يحب قيام الناس له.
والقيام على ضربين:
قيام على رأسه وهو قاعد، فهذا منهي عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبواً مقعده من النار". وهذه عادة الأعاجم والمتكبرين.
الثاني: قيام عند مجيء الإنسان، فقد كان السلف لا يكادون يفعلون ذلك.
قال أنس: لم يكن شخص أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك.
وقد قال العلماء: يستحب القيام للوالدين والإمام العادل، وفضلاء الناس، وقد صار هذا كالشعار بين الأفاضل، فإذا تركه الإنسان في حق من يصلح أن يفعل في حقه، لم يأمن أن ينسبه إلى إهانته، والتقصير في حقه، فيوجب ذلك حقداً.
واستحباب هذا في حق القائم لا يمنع الذي يقام له أن يكره ذلك، ويرى أنه ليس بأهل لذلك.
ومن خصال المتكبر: أن لا يمشى إلا ومعه أحد يمشى خلفه.
ومنها أن لا يزور أحداً تكبراً على الناس.
ومنها أن يستنكف من جلوس أحد إلى جانبه أو مشيه معه.
وقد روى أنس رضى الله عنه قال: كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتنطلق به في حاجتها.
وقال ابن وهب: جلست إلى عبد العزيز بن أبى رواد، وإن فخذى لتمس فخذه