للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عملَ الفعلِ، لأنَّه ارتفع به غُلاماك، وذلك أنه معتمد على النَّفْيِ وهو "ما" الدَّاخلة في (١) أوله.

ثم ها هنا شيءٌ سادس قد أغفله [النّحويون] إذا اعتمدَ عليه اسمُ الفاعلِ عَمِلَ عَمَلَ الفعلِ وهو [اللَّامُ بمعنى الذي] (١)، ألا ترى أنه يجوز الضارب زيدًا أمسِ على ما مرَّ آنفًا في [مسألة النحويين] (٢) الضَّارِب أباهُ زيدٌ أي الذي يَضْرِبُ أباه زيدٌ، وفي الحماسة (٣):

* لا قُوَّتِي قُوَّةُ الرَّاعِي قلَائِصُهُ *

قد اتَّفَقُوا على أنَّ اللامَ بمعنى الذي، إذا اعتمدَ عليه اسم الفاعل عملَ عملَ الفعلِ ونظير هذه المسألة إجماعًا وخَرْقًا مسالة زُفَر [وقد مضت] (٤) ولم أر أعجب من هؤلاء النَّحويين يجمعون على شيء ثم يخرقون إجماعهم بإجماعهم، فهؤلاء جُلتهم وفحولهم، فلا تسألني عن مَنْ يُساوي جلتَهم وفحولَهم.

قالَ جارُ اللهِ: "فإن قلت: بارعٌ أدبُهُ، من غير أن تعمده بشيء، وزعمت أنك رفعتَ به الظاهر كَذَبْتَ بامتناعِ قائم أخواك".

قالَ المُشَرِّحُ: إذا قلت: بارعٌ أدبُه جاز، لكن لا من حيث أن أَدَبُهُ مرتفعٌ بأنه فاعل بارع [بل] (٥) من حيث أنه مبتدأ وبارعٌ خبره بدليل أنه لا يجوز قائِمٌ أخواك.


(١) في (أ): "الذي بمعنى اللام".
(٢) في (أ): "وفي أمثلة النحويين".
(٣) تقدم ذكره.
(٤) ساقط من (ب).
(٥) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>