للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاعَ فيه الأَمران، قالَ الله تعالى (١): {أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا} وقال (٢): {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} وقال ذُو الرُّمة (٣):

ومَيَّةُ أحسنُ الثَّقَلَيْنِ جِيْدًا … وسَالِفَةً وأَحْسَنُهُ قُذَالَا

قالَ المُشرِّحُ: [أما] (٤) ما دام مصحوبًا بـ "من" فإنه تستوي فيه الأحوال، صَوْنًا لصيغةِ التَّفضيلِ عن التَّغْيير، كما في التَّعجب فإذا عُرف باللام وجَب تصريفه لتباعده عن الصيغة التي عليها التفضيل، وإذا أضيف شاع فيه الأمران، لكونه حينئذ بين طرفين.

[قالَ جارُ اللهِ]: (فصلٌ): ومما حذفت فيه "مِنْ" وهي مقدرة قوله تعالى (٥): {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} أي وأخفى من السر، وقولِ الشاعرِ (٦):

يا لَيْتَهَا كانَتْ لأهلِى إِبلَا … أو هُزِلَتْ في جَدْبِ (٧) عامٍ أَوّلا

أي أول من هذا العام، وأول من أفعل الذي لا فعل له كآبل ومما يدلُّ على أنه أفعل الأول والأولى".

قالَ المُشَرِّحُ: الذي (٨) عليه البَصريون (٩) في (أول) حروفه واوان ولامٌ.


(١) سورة الأنعام: آية: ١٢٣.
(٢) سورة البقرة: آية: ٩٦.
(٣) تقدم ذكر هذا البيت.
توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ١٢٧، والمنخل: ١٤٥، وشرحه لابن يعيش: ٦/ ٩٦، وشرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٥٣.
(٤) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٥٣.
(٥) سورة طه: آية: ٧.
(٦) توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٢٧، والمنخل: ١٤٥، وشرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٥٤، وشرح المفصل لابن يعيش: ٩٧، ٩٨، وينظر: الكتاب: ٢/ ٤٦.
(٧) في (أ): "في عام جدب … ".
(٨) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٥٤ شرح هذه الفقرة.
(٩) في (ب): "التصريفيون" ورأي البصريين في أول في شرح الشافية: ٢/ ٣٤٠، وينظر: المسائل الشيرازيات لأبي علي الفارسي خصها بمسألة كاملة فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>