للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: معناه الله أكبر من كلِّ شيءٍ، ودَعَائِمُهُ أعزُّ و [أطولُ] (١) من كلِّ دعامةٍ.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): ولـ "آخر" شأنٌ ليس لأخوته وهو أنه التزام فيه حذف (من) في حالِ التَّنْكِيْرِ، تقولُ: جاءني زيدٌ ورجلٌ آخرُ، ومررتُ به وبآخرَ، ولم يستوِ فيه ما استَوى في أخوته حيثُ قالوا: مررت بآخَرين وآخرِين، وأُخرى وأُخرَيَيْنِ وأُخَرَ وأُخْرَيَاتٍ".

قالَ المُشِّرحُ: العدل (٢) على أربعةٍ أقسامٍ الأول عدلٌ في الأعدَاد نحو جاءني آحاد وموحد وثنى ومثنى.

الثّانِي: عدلٌ في الأعلامِ نحو عُمر فإنه كان القياسُ عامرًا.

الثَّالِثُ: عدلٌ عن اللام معنًى كما في بُكْرَةَ وَسَحَر، إذا أُريد به بَكْرَةَ يومِكَ وسَحَرَ لَيْلَتِكَ.

الرَّابعُ: عدلٌ عن اللَّام حكمًا كما في آخر، وهذا لأن آخر -في الأصل- أَفْعَلُ تَفْضِيْلٍ، وهو ضَدُّ أول، إذا قلتَ: مررتُ بزيدٍ وأَخِيه ورَجُلٌ آخر فمعناه: برجلٍ هو أشدُّ في الذِّكر تأخُّرًا من أخي زيدٍ، هذا أَصلُهُ، ثم أُجري مُجرى غير.

من شأنِ أفعلَ التَّفضيل أن يَعْتَقِبَ عليه أحدُ الثلاثةِ "من" التَّفْضِيليّة واللام والإِضافة، وها هُنا لا مَدخَل لـ "من" التفضيلية؛ لأنَّ أفعل التفضيل متى اقترن به "من" التَّفضيلية لم يجز تصريفه وها هنا جمع فعلم أنه غير مقترن بـ "من". وآخر لا يضاف، ولا يقال: [هن] (٣) آخر النساء، فتعيَّن أن يكونَ معرفًا باللّامِ حتى يسوغَ أمرُهُ، وهو غير معرف باللام وقد ساغَ مع ذلك أمره


(١) في (أ): "وأكبر" سهو من الناسخ.
(٢) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ١٥٥.
(٣) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>