للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفَراء: والفتحُ في كلّه جائزٌ -وإن لم نسمعه-. وما كان من باب فعل يفعِل مثل جلس يجلس فالموضع بالكسر، والمصدر بالفتح، للفرق بينهما تقول: نزل منزَلًا بفتح الزّاي تريد: نَزَلَ نَزُوْلًا، وهذا منزِله فتكسر، لأنك تعني الدَّار، وهو مذهب تفرد به في هذا الباب من بين أخواته وذلك أن المواضع والمصادر في غير هذا الباب تردُّ كلَّها إلى فتح العين، ولا تقع فيها الفُروق، ولم يكسر شيءٌ منها سوى المكسور إلا الأحرف التي ذكرناها.

تخمير: الكلامُ (١) في هذه الأسامي المخالفة للقياس مبني على حرفين:

أحدُهما: تعديلُ الكلمةِ.

والثاني: طلبُ المُجانسة فيما بينها.

أمَّا تعديلُ الكلمةِ ففي (منبت) لأن حروف هذه الكلمة كلها علوية بدليل التاء ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا، والباء ما بين الشفتين، والنون غنة في الخيشوم، وهذه كلها علوية، والفتحة مثلها إلى العلو أيضًا؛ لأنَّها من الألف، والألف مخرجها إلى العلو، وكذلك المَسجِد كسرة الجيم لتقرير التعديل هذا لأن الدَّال ما بينَ طرفِ اللِّسان وأصولِ الثَّنايا، والجِيْمُ تعدلهما؛ لأنَّها من وسطِ اللّسان، [فلو فتحت بسينها الفتحة بالتعديل] (٢).

فأمَّا طلبُ المجانسة ففي المَرْفِق، وذلك لأنَّ الفاءَ شَفَوِيَّةٌ والقاف من أَقصى اللِّسان، وبينَهما مساوِف فكُسرت الفاءُ تفريقًا (٣) للمسافة، لأنَّ الكسرة من الياءِ، والياءُ من وسط اللسان وكذلك حكمُ المَجزِرَ، و [المنسِك]،


(١) نقله الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٦١.
(٢) هذا النص لم ينقله الأندلسي، وهو كلام مشكل لم يتضح معناه. وناسخ نسخة (ب) وضع عليه علامة تدل على أنه لم يفهمه.
(٣) في (ب): "تقريبًا" ووضع الناسخ كلمة (تفريقًا) في هامش الورقة قراءة نسخة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>