للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآكلًا في الحقيقة انتصابها على الحال. قال أبو سعيد السيرافي (١): إذا قلت: كدت أفعل كذا فلسْتَ مخبرًا أنَّك فعلته [ولا أنك] (٢) عريت منه عري من لم يرَ منه ولكنك رُمته وتعاطيتَ أسبابه حتى لم يبقَ بينك وبينه شيء إلا موافقته [فإذا قلت: كدت أفعله] (٣) فكأن أفعل حدًّا انتهيت إليه فكأنك قلت: كنت مقاربًا لفعله وعلى حد فعله. قوله: "ولكن عدل عن الاسم إِلى الفعل لغرض" ذلك الغرض زيادة الاشتغال بالفعل تمام البيت في الحماسة (٤):

* وَكَمْ مِثْلها فارَقْتُهُا وهي تَصْفِرُ *

فَهْمٌ (٥): قبيلة تأبَّط شرًا.

ويحتمل أن يكون المراد به واحد الأفهام، كأنه يقول: فارقت عقلي لشدة الخوف. الضمير في مثلها للخُطة "تصفر" من الصفير يريد: أن تلك الخُطة تصفر تعجبًا مني.


(١) شرح الكتاب للسيرافي: ٣/ ١٩٥.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) عن شرح الكتاب.
(٤) الحماسة: ٣٦ (رواية الجواليقي)، وديوان تأبط شرًّا: ٩١.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣١، ١٣٢، والمنخل: ١٤٩، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٣، ١١٩، ١٢٥، وشرح المفصل للأندلسي:
وينظر: الخصائص: ١/ ٣٩١، والإِنصاف: ٥٤٤، والخزانة: ٣/ ٥٤، ٤/ ٩٠.
(٥) جمهرة النسب لابن الكلبي: ٤٧٤، قال: "وولد تيم بن سعد الحارث ومسابًا وحربًا. منهم تأبط شرًّا الشاعر، وهو ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي … ".
أخباره في: الشعر والشعراء: ١/ ٢٢٩، والاشتقاق: ٢٦٧، والأغاني: ٢١/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>