للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا قوله: "قيام المضارع مقام الاسم لا يوجب أن يكون المضارع في تقدير (أن) ".

فنقول: لا نُسَلِّمُ.

قوله بأن "أن" لو كانت مضمرة لانتصب المضارع في أتيتك يوم يقومُ زيدٌ ولم ينتصب.

فنقول: ما الدَّليلُ على أنَّه لم يَنْتَصِب؟ ألا ترى إلى حكايةِ الكوفيين أن العرب تضيف إلى "أن" و"أن" فتقول: أعجبني يوم أنك محسن، ويوم أن يقومَ؟ فَمَنْ أجازَ ذلك وجب أن يجيز هذا فينصب "يقوم"؟

على أنا نقول أن "لا" تصلح في هذا الموضع لأن هذا موضع تعاقب فيه الجملة الفعلية الجملة الابتدائية.

وأمَّا (حتى) فهي الخارجة إلى معنى اللام تقول: اتَّجرتُ حتى أربحَ، وأسلمتُ حتى أدخلَ الجنة أي: لأدخل فيكون حكمها حكم اللام.

وأمَّا "أو" فهي وإن كانت في الأصل الكائنة لأحد الشيئين إلا أنها قد خرجت إلى معنى "إلى" فتنزل تنزيلها، وذلك لألزمنك أو تعطيني، لأن محصول معناه لزمي إياك واقع إلى وقت الإعطاء.

فإن سألتَ: النَّحويون فيها على عبارتين:

إحداهما: ما ذكرتَ.

والثانية: أنَّها بمعنى "إلا" وهذا لأنه وإن كان الأصل فيها أحد الشيئين إلا أنها خرجت إلى معنى "إلا" في نحو قولك: لأضربن زيدًا أو عمرًا، ألا ترى أن المعنى على أن ضربَ زيدٍ واقعٌ لا محالة إلا أن يقعَ ضربُ عَمرو، وكذلك ضرب عمرو واقعٌ لا محالة إلا أن يقعَ ضربُ زيدٍ، فمن ثمَّ دخلها معنى "إلا"؟

<<  <  ج: ص:  >  >>