للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجبتُ: [سواء كانت بمعنى "إلى" أو بمعنى "إلا"] (١) فإن "أن" بعدها مضمرة، أما إذا كانت بمعنى "إلى" فلما ذكرنا وأما إذا كانت بمعنى ["إلا" (٢)] فلأن الاستثناء ها هنا من عام الظرف الزماني فيلزم أن يكون المستثنى ظرفًا زمانيًا أيضًا، ولن يكون المستثنى ظرفًا زمانيًا إلا إذا كان ما بعد "إلا" الاستثناء مصدرًا مضافًا إليه الزمان، ولن يكون مصدرًا إلا إذا كان [بعده إن (٣)] مضمرة.

وأمَّا الواو فهي في الأصل وإن كانت العاطفة إلا أنها قد خرجت إلى معنى "مع" (٤) في نحو قولك: ما شأنك وزيدًا وما صنعت وأباك فوجب أن يلي الاسم، ولن يلي الاسم إلا إذا كانت "إن" بعدها مضمرة.

وأمَّا الفاء: فهي وإن كانت في الأصل المعقبة إلا أنها في بعض المواضع [تجري إلى معنى مع] (٥)، وذلك فيما إذا حملت قولك: ما تأتينا فتحدثنا على تفسير سيبويه ألا ترى أن معناه ما تأتينا مع الحديث، وإذا كانت كذلك، وَجَبَ أن تلي الاسم إذا قصد بها المقاربة، ولن تلي الاسم إلا إذا كان بعدها أن مضمرة وتبقى على معناها الأصلي إذا قُصد بها التَّعقيبُ.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصل): ولقولك: ما تأتينا فتحدثنا معنيان:

أحدُهما: ما تأتينا فكيف تحدثنا، أي: لو أتيتنا لحدثتنا.

والآخر: ما تأتينا أبدًا إلا لم تحدثنا، أي منك إتيان كثيرٌ ولا حديث منك. وهذا تفسير سيبويه".


(١) في الأصل: "سواء كانت بمعنى إلا أو بمعنى إلى".
(٢) في الأصل: "اللام".
(٣) في الأصل: "إن بعده".
(٤) ساقط من (ب).
(٥) في الأصل: "تخرج بمعنى مع".

<<  <  ج: ص:  >  >>