للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان المُضارع فإِمَّا أن يكونَ مرفوعًا أو منصوبًا، فإن كان مرفوعًا فهي العاطفة أيضًا، وإن كان منصوبًا فعلى إضمار "أن" كما ذكرنا.

وعند الكوفيين "حتى" من عوامل الأفعال بمنزلة "أن" و "كي" إلا أنه يبطل عملها في الفعل الذي هو في معنى المضي كما يبطل إذا قلت: سرت حتى صبَّحتُ القادسية وقوله [تعالى (١)] {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} بالرّفع في مذهبهم [بمعنى] (٢) حتى (٣) قالَ. ثم إذا نُصب فعلى وجهين:

أحدهما: أن تكون بمعنى "إلى أن" نحو: سرت حتى تطلعَ الشمس، والمعنى: إلى أن تطلعَ الشمس، أي: كان آخر سيرى طلوع الشمس.

والآخر: أن يكون بمعنى "كي" كقولك: كلت الأمير حتى يأمر لي بشيء. المعنى: منتهى غرضي هذا، وليس آخر تكليمك إياه. قال عليُّ بن عيسى (٤): والفرق بين "حتى" إذا نصبت الفعل بمعنى "إلى أن" وبينها إذا نصبت بمعنى "كي" أن الغاية في "إلى أن" يتصل العمل فيها من ابتدائه إلى انتهائه كقولك: سرت سيرًا متصلًا حتى أدخلها، فلم يكن هناك [فصل [بينَ] العملين] (٥) السير والدخول.

وأما وجه "كي" فعلى خلافِ هذا. وذلك أن يكون أحد العملين في هذا الوقت والآخر في وقتٍ آخر.

وإن ارتفع المضارع بعدَها فعلى الوَجهين أيضًا: الاتصال والانفِصال.

أمَّا الاتصالُ فكقولك: سرت حتى أدخلَها أي: أنه كان دخولك


(١) معلقة في نسخة (ب) فوق الكلمة.
(٢) ساقط من (أ) وشرح المفصل للأندلسي.
(٣) ساقط من (ب) موجودة في نص الأندلسي.
(٤) في شرح المفصل للأندلسي عن الخوارزمي: "عيسى بن عمر"؟.
(٥) في (ب): "بين العملين فصل بين … " وما أثبته من الأصل يوافقه نص الأندلسي المنقول عن الخوارزمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>