للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متصل بالسير كاتصاله بالفاء، إذا قلت: سرت فأَدخلها.

وأمَّا الانفصال: فنحو: لقد رأى مني عامًا أولَ شيئًا حتى لا أستطيع أن أكلمه العامَ، ولا بدّ في الرَّفعِ من أن يكون الأول سببًا يؤدي إلى الثاني توطئه له، لأن أصل "حتى" الغاية، ومن ثم لم يجز في قولك: سرت حتى تطلعُ الشمس الرَّفع؛ لأن طلوع الشمس غايةً لسيرك (١)، وينقطع عنده، وليس سيرك سبب (٢) لطلوع الشمس.

قوله: "وهو (٣) في أحدهما مستقبل أو في حكم المستقبل".

أمَّا المُسْتَقْبَلُ فكقولك: أسلَمتُ حتَّى أدخلَ الجَنَّةَ، لأن دخول الجَنَّة كما هو مُستقبلٌ بالإِضافة إلى وقت وجودِ الفعلِ فمستقبل أيضًا بالإِضافة إلى الحال.

وأمَّا ما هو في حكمِ المستقبل فكقولك: سرت حتى أدخلها [فإنه] (٤) وإن كان غيرَ مستقبلٍ بالإِضافة إلى الحال، لكنه مستقبل بالإِضافة إلى وقت وجود الفعل.

وأمَّا الحالُ فكقولك: سرت حتى أدخلُها -بالرفع- لأنك تقولُ هذا القول في وقت دخولك. ومرضَ حتَّى لا يرجونه؛ لأنَّ عدم الرَّجاء متحقق [في الحال] (٥).

وأمَّا ما هو في حكمِ الحالِ. فكقوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [بالرفع لأنَّه حكايةُ حالٍ ماضيةٍ.


(١) في (ب): "لمسيرك ينقطع"، وفي شرح المفصل للأندلسي: "فينقطع … ".
(٢) في (أ): "لسب طلوع".
(٣) ساقط من (ب).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) ساقط من (ب) موجود في نص الأندلسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>