للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ: فما وجُه الفرقِ بين قراءتي النَّصبِ والرَّفعِ في قوله عزَّ وجَلَّ: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ}] (١) من حيث المعنى؟

أجبتُ: النَّصب بمعنى الاستقبالِ على تقديرِ: وزلزلوا [إلى أن] (٢) يقولَ الرَّسولُ، فيكون انتهاءُ الزلزلةِ قولَ الرّسول.

وأمَّا الرفعُ فعلى معنى الحال على تقدير وزلزلوا حتى يقول الرسول في حال الزلزلة، بمنزلة وزلزلوا ويقول الرسول.

قالَ جارُ اللهِ: "وتقول: كان سيرى حتى أدخلَها بالنصب ليس إلا".

قالَ المُشَرِّحُ: ولا يجوز (٣) في "أدخلَها" ها هُنا سوى النَّصب، وذلك لأن "كان" ها هُنا هي الناقصة فتقتضي خبرًا، ولا شيء ها هنا يتوقع منه أن يكونَ خبرًا سوى قولك: "حتى أدخلَها" فيجب أن يكون خبرًا، ولن يكون خبرًا إلا إذا انتصب (٤) ما بعد "حتَّى"، لأنّه إذا انتصب ما بعد "حتى" كان "حتى" هي الجارَّةُ فتقتضي متعلقًا هو الخبر. وإنما قُلنا بأنه إذا انتصب ما بعد "حتَّى" كانت (٥) هي الجَارَّةُ، وذلك لأنَّه إِذا انتصبَ ما بعدها فإما أن تكونَ بمعنى "إلى" أو بمعنى لام كي على ما ذكرناه، وحرف الجر لا بدَّ له من متعلق هو الخبر، وتقديره كان سيرى ممتدًا إلى دخولها، أو واقعًا لدخولها، فيصح الكلام ويوفر [على ما كان مقتضاها] (٦) بخلاف ما إذا رفعت فإن "حتى" [حينئذٍ] (١) تكون للعطف، والمعطوفُ ليس في شيءٍ من خبر "كان".


(١) ساقط من (أ) موجود في شرح المفصل للأندلسي مع حذف بعض ألفاظه.
(٢) في (أ): "حتى يقول … ".
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٢.
(٤) في (ب): "انتهى" وما أثبته يؤيده نص الأندلسي.
(٥) في (ب): "كان".
(٦) ساقط من (ب) موجود في شرح الأندلسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>