للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضمرة، وإذا رفعت فعلى "إن"، أو هي العاطفة.

ثم هذه الجُملة المعطوفة إما أن تكونَ بظاهرها فعلية أو إسمية ويكون المبتدأ محذوفًا وتقديره: أو هُم يُسلمون.

فإن سألتَ: أليس من شأنِ العطفِ المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه، والذي يناسب الجملة الفعلية هو الجملة الفعلية أمَّا الجملةُ الإِسميةُ فلا تناسبها، فكيف جاز ها هنا قلب الجملة الفعلية إسمية؟

أجبتُ: إذا قلبت الجملة الفعلية إسمية كانت المناسبةُ أكثرَ، لأن هذه الجملة حينئذ تخرج إلى باب الكناية والمعنى: تقاتلونهم أو لا تقاتلونهم لأنّهم مسلمون.

قالَ جارُ اللهِ: "وتقول: هو [قاتلي] أو أفتدي منه، وإن شِئْتَ ابتدأته على أو أنا أفتدي".

قالَ المُشَرِّحُ: إذا (١) نصبتَ الفعل ها هُنا فعلى "أن"، أو بمعنى "إلى" أو "أن" بعدها مضمرة.

وإن رفعتَ فعلى الجُملة الابتدائية.

قالَ جارُ اللهِ: "وقال سيبويه في قولِ امرئِ القَيس:

فَقُلْتُ لَهُ لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّما … نُحَاوِلُ مُلْكًا أو نَمُوْتُ فَنُعْذَرَا

لو رفعتَ لكان عَرَبِيًّا جائِزًا على وجهين:

على أن تشرِّك بينَ الأولِ والآخرِ كأنَّك قلتَ: إنما نحاول وإنما نموت (٢).


(١) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٣.
(٢) في (أ) بعد "نموت": "مُلْكًا" وموضع هذه اللفظة بعد "نحاول" إلا أنها غير موجودة في نسخ المفصّل.

<<  <  ج: ص:  >  >>