للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا، ونظيره في الوجه ما أَنشده من البَيت (١)، لأن المعنى ولا تَبْلُغُ أذاتَه.

قالَ جارُ اللهِ: "وتقول: زُرني أزورَكَ، بالنَّصب يعني: لتَجتمع الزّيارتان كقولِ رَبيعة بن جُشم:

فَقُلْتُ ادعِيْ وأَدْعُوَ إنّ أنْدَى … لِصَوْتٍ أَنْ يُنَادِيَ دَاعِيَانِ

وبالرَّفعِ (٢) يعني زيارتك على كلِّ حالٍ، فلتكن منك زيارة كقولهم: دعني ولا أعود".

قالَ المُشَرِّحُ: أزرك (٣) عطف على مصدر الفعل الذي قبلها والمعنى


(١) تمامه:
* فإنَّك إن تَفْعَل تُسَفَّه وتُجْهَلِ *
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣٢، ١٣٣، والمنخل: ١٥٠، والكوفي: ٢٢٦، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٣٣، ٣٤، وشرحه للأندلسي: ٣/ ٢١٥.
وينظر: الكتاب: ١/ ٤٢٥، وشرح أبياته لابن السيرافي: ١٣٤.
قال ابن المستوفي في إثبات المحصَّل: البيت لجحدر بن معاوية بن جعدة العكلي من الملاص. ويقال: هو للخطيم العكلي، وهو في الملاص أيضًا، وتمامه:
* فإنَّك إنْ تَفْعَل تُسَفَّه وتُجْهَلِ *
وقبله:
ولا تمشي في الحرب الضراء ولا تطع … ذوي الضعف عند المأزق المتحفل
ووجدته في بعض نسخ كتاب سيبويه لجرير، وأنشده:
* فلا تشتم المولى … ..... *
بالفاء، وهي قصيدة حسنة أولها:
أهَاجَ الهَوَى للعَيْنِ عِرْفَان مَنْزِلِ … كَسُحْقِ اليَمَانِي بينَ قُفٍّ عَقَنْقَلِ
حتى عنبره للعين فاستعبرت له … كما أَرفض سذان الجمان المفصل
ومنها:
فإنَّك لا تَدْرِي إذَا كُنْتَ طَالِبًا … أفِي الرَّيثِ نُجْحُ الأَمْرِ أَمْ في التَّعَجُّلِ
ولا تخذلِ المَوْلَى لسوءِ بَلَاِئِهِ … مَتَى تَأْكُلِ الأعداء مولاك تُأْكُلِ
(٢) في (ب): "والرفع".
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>