للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلا فلا عمل، لأن تقول زرني أزرك، لأن الأول موقوف.

قالَ المُشَرِّحُ: زرني وأزرك (١) لأن الأول مبني، وحروف العطف لا تُشَرِّكُ في البناء إنما تُشرِّكُ في الإِعراب.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وذكر سيبويه في قولِ كَعْبٍ الغَنَوِيِّ:

وما أَنا للشَّيء الذي لَيْسَ نَافِعِي … ويَغْضَبُ مِنْهُ صَاحِبِي بِقَؤُوْلِ

الرَّفعُ والنَّصبُ. وقالَ عزَّ وجَلَّ (٢): {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} أي: ونحن نقرُّ".

قالَ المُشَرِّحُ: الرَّفْعُ (٣) في و "يغضب" على العطف كأنه قال: ليس ينفعني ويغضب، والنَّصب على إضمار "أن". الشَّيْخُ: أي: لا ينفعني أو الغضب أي: اجتمع فيه عدم نفعي، وغضب صاحبي. بعضهم يروي هذا البيت لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ، والصَّحِيْحُ: إنه لكَعْبٍ. قال الشيخ (٤) -رحمه الله- رأيت (٥) لطفيلٍ قصيدةً في ديوانه [على هذا الروي] وليس فيها هذا البَيت، فلعلَّ هذا الذي غَرَّ مَنْ رَوَاهُ لِطُفَيْلٍ.


(١) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٦.
(٢) سورة الحج: آية: ٥.
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٧.
(٤) الموجود في حاشية المفصل: ٥٢ خلاف ذلك، قال: "ولم أر لطفيل في ديوانه قصيدة على هذا الروي. وقال ابن المستوفي في إثبات المصل: ١٣٤: "قد روى هذا البيت لطفيل الغنوي وجدته في كتاب نحوٍ لأبي علي والصَّحيحُ أنه لكعب بن سعد، ولطفيل قصيدة على هذا الروي ليس فيها هذا البيت، وهو الذي غر من نسبه إلى طفيل.
والشاهد ضمن قصيدة في الأصمعيات: ٧٦. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣٤، والمنخل: ١٥١، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٣٦، وشرحه للأندلسي: ٣/ ٢١٨. وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٤٢٦ وشرح أبياته لابن السيرافي: وينظر: المقتضب: ٢/ ١٩ والمنصف: ٣/ ٥٢.
(٥) في (ب): "إن لطفيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>