للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعَالِجُ عَاقِرًا أَعْيَتْ عَلَيْهِ … لِيُلْقِحُهَا فَيُنْتِجَهَا حُوَارَا

[كأنه] قال: يُعالج فَيُنْتِجُها، وإن شئت على الابتداء.

قالَ المُشَرِّحُ: "تأتيه" بالسكون (١) وقوله: فتحدثه بالنصب لأن المعنى وَدَّ أن تأتيه فتحدثه، وأمَّا الرفعُ فعلى الظاهر.

فإن سألت: فإذا كان على معنى إن تأتيه فكيف لم يجز النصب في الأول؟

أجبتُ: هذا بمنزلةِ إنَّ زيدًا منطلقٌ وعمروٌ، بالرفع بالعطف على محل قوله: "زيدًا"، ثم لا يجوز في زيدٍ الرَّفْعُ، لأنَّه إنما يتبين فيه كونه في محلّ الرَّفعِ بعد انقضاء الجملة، كذلك ها هنا إنما يتبين كونه في موضع النَّصب بعد انقضائِه، ونحوه ألا تنزل تُصِبْ (٢) خَيْرًا.

قالَ جارُ اللَّهِ: " (فصل): وتقول أريد أن تأتني فتحدثني ويجوز الرفع، وخيَّر الخليل في قول عُروةَ العُذري (٣):

وما هو إلا أنْ أَرَاهَا فَجَاءَةً … فأُبْهَتُ حتَّى مَا أَكَادُ أُجِيْبُ


(١) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢١٩.
(٢) في (ب): "تصيب" وعلق الناسخ في هامش النسخة "تصب" قراءة نسخة أخرى.
(٣) وينسب إلى كثير، ديوانه: ٥٢٢، وإلى المجنون، ديوانه: ٥٩، وإلى الأحوص، ملحق ديوانه: ٢١٣.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣٦، والمنخل: ١٥٢، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٣٨، وشرحه للأندلسي: ٣/.
وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٤٣٠، والخزانة: ٣/ ٦١٧: وفيه: "وقد وقع البيت الشاهد بقافية رائية في قصيدة لأبي صخر الهذلي منها:
وإني لآيتها أريد عتابها … وأوعدها بالهجر ما برق الفجر
فما هي إلا أن أراها فجاءة … فأبهت لا عرف لدي ولا نكر
وأنسى الذي فيه أكون هجرتها … كما قد تُنَسِّي لب شاربها الخمر
شرح أَشعارِ الهذليين: ٩٥٨ مع بعض الاختلاف في الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>