للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين النَّصبِ والرَّفْعِ في "فَأْبْهَتُ".

قالَ المُشَرِّحُ: أما وجهُ النصبِ فظاهرٌ، وهو العَطْفُ. أما وَجْهِ الرَّفعِ فالابتداء كأنَّه قالَ: فأنا مِمن أُبهتُ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "ومما جاءَ منقطعًا قولُ أَبي اللَّحَّامِ التَّغْلِبِيِّ:

عَلَى الحَكَمِ المَأْتِيِّ يَوْمًا إذا قَضَى … قَضِيَّتَهُ أنْ لا يَجُوْرَ ويَقْصِدُ

أي: عليه غيرُ الجورِ وهو يَقْصِدُ، كما تَقُوْلُ: أن لا يجور وينبغي له كذا.

قالَ المُشَرِّحُ: قوله: و"يقصد" معطوف على "الحكم المأتي" لا على (١) قول: "أن لا يجور"، ونظيره أحب أن تذهب فتضرب زيدًا تنصب "تضرب" عطفًا على "تذهب"، لأن الفعل الثاني انعقد له الحكم الذي انعقد للفعل الأول، وتقول: أحب أن أزورك فيمنعني البواب، ترفع "يمنعني"، لأنه لم ينعقد له الحكم الذي انعقد للزيارة إلا أن الزيارةَ مفعولُ "أحب" بخلاف "يمنعني" المأتي: أبو اللَّحَامِ، بالحاء المهملة التغلبي بالغين المعجمة ما قبل البيت (٢):


(١) ساقط من (ب).
(٢) قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: "وجدت هذا البيت في كتاب سيبويه يروي لعبد الرحمن بن أم الحكم.
قال البغدادي في الخزانة: والبيت من قصيدة عدتها تسعة عشر بيتًا لأبي اللحام التغلبي أوردها أبو عمرو الشيباني في أشعار تغلب له وانتخبها أبو تمام فأورد منها خمسة أبيات في مختار أشعار القبائل وهذا أولها ثم أورد منها ثلاثة أبيات رابعها الشاهد، ثم أورد بعد ذلك ثلاثة أبيات أخر. وأورد منها أبو تمام في الحماسة (رواية الجواليقي): ٣٣٤ بيتين ولم ينسبها إليه ثم أورد بعدهما ثلاثةَ أبياتٍ بدأها بقوله: قال آخر عدي بن زيد. وأورد منها ابن المستوفي ثمانيةَ أبياتٍ هي:
عمرت زمانًا بالتفكير خاليًا … وساءلت حتى كاد عمري ينفدُ
فأضحت أمور الناس يغشين عالمًا … [بـ]ـما يتقي منها وما يتعمدُ
على الحكم المأتي يومًا إذا قضى … حكومته أن لا يجورَ ويقصدُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>