للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمرْتُ فَأَكْثَرْتُ التَّفَكُّرَ خَالِيًا … وساءَلْتُ حتَّى كادَ عُمْرِيَ يَنْفَذُ

فأَضْحَت أُمُوْرُ (١) النَّاسِ يَغْشَيْنَ عالَمًا … بما يُتَّقَى منها ومَا يُتَعَمَّدُ

جَدِيْرٌ بأَن لا أَسْتَكِيْنَ ولا أَرى … إذا حَلّ أمرٌ سَاحَتِي أَتَبَلَّدُ

عَلَى الحَكَمِ المَأْتِيَّ ..... ...... … ....... ...... ....... البيت

عَمِرَ الرجل [-بالكسر-] يعمَرُ عَمَرًا وعَمْرًا على غير قياس؛ لأن قياس مصدره التَّحريك، ومنه: أطال اللَّه عُمرك، أي: عشتَ زمانًا طويلًا. "بأن لا أستكين": بأن لا أذل ولا أخضع. تَبَلَّدَ، أي: تَرَدَّدَ مُتَحيِّرًا من البَلَدِ وهو المَفَازَةُ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "قال سيبويه (٢): ويجوز الرفعُ في جميع هذه الحروف التي تشرِّكُ على هذا المثال".

قالَ المُشَرِّحُ: يريد نحو قوله: أريد أن تأتني ثم تحدثني وقوله:

* " … أن أراها فجاءة فأبهت … " *

والمعنى إن هذا قياسٌ غير مقصورٍ على السَّماع.


= وما المَرْءُ إلا حيثُ يجعل نفسه … فأبصر بعينيك امرءًا حيث يعمدُ
فإنك لا تدري بإعطاء سائل … أأنتَ بما تُعطيه أم هو أَسعدُ
عسى سائِل ذُو حاجةٍ إن مَنَعْتَهُ … من اليومِ سُؤْلًا أن يجيءَ به غدُ
أراكُم رجالًا بدنا حق بدن … فلستُ أبَا اللَّحَّام إن لم تخلدُوا
جديرٌ بأن لا أستكين ولا أرى … إذا حلّ أمرٌ ساحَتِي أَتَبَلَّدُ
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣٧، والمنخل: ١٥٣، والكوفي: ٢٢٨، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٣٨، ٣٩، وشرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢٢٠.
وينظر: الكتاب: ١/ ٤٣١، وشرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ١٨٢، والمحتسب: ١/ ١٤٩، ٢/ ٢١، والخزانة: ٣/ ٦١٣.
(١) في (ب): "فأصحب أمر الناس".
(٢) الكتاب: ١/ ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>