للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألت (١): كيف جاز قولهم: ألا تأتني أحدثك، وألا ماء فأشربه، وألا تنزل تُصب خيرًا مع أنه يفضي إلى أن يكون المعنى إن لم تأتني أحدثك وإن لم يكن ماء أشربه، وإن لم تنزل تُصِبْ خيرًا؟

أجبتُ: بأنَّ ذلك جار مجرى التَّمني، وقد مضى ذلك في قسم الأسماء.

قالَ جارُ اللَّهِ: " (فصل): وما فيه معنى الأمر والنهي بمنزلتهما في ذلك تقول اتَّقى اللَّه امرؤٌ وفعل خيرًا يثبت عليه ومعناه ليتقي الله وليفعل خيرًا، وحسبك يتم الناس".

قالَ المُشَرِّحُ: أبو سعيد السيرافي (٢): [وإن كان] لفظه لفظ الخبر، ومعناه [معنى الأمر، كما أن قولهم: غفر الله لزيد ورحمه الله لفظه لفظُ الخبر] (٣) ومعناه الدعاء، وقال أيضًا: وهكذا يقول الواعظ لمن يسمع كلامه ليس قصده بأن يخبر عن إنسان بأنه قد اتقى الله، وعندي (٤): أن هذا على إضمار حرف الشرط والشرط في مثل قولهم: رجلٌ فعل كذا، [وإذا كانُوا قد أضمروا الشرط في قوله تعالى (٥): {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا} (٦)] (٧) فلأن يجوزُ إضمار حرفِ الشرطِ دون الشرط أولى.

قالَ جارُ اللَّهِ: " (فصل): وحق المضمر أن يكون من جنس المظهر فلا


(١) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢٢٤.
(٢) شرح الكتاب للسيرافي: ٤/ ٤ ونقل العبارة الأندلسي في شرحه: ٣/ ٢٢٤.
(٣) ساقط من (ب) موجود في شرح الكتاب.
(٤) شرح المفصل للأندلسي: ٣/ ٢٢٤.
(٥) سورة التوبة: آية: ٦.
(٦) سورة الحجرات: آية: ٥.
(٧) ما بين القوسين ساقط من النسختين مصحح في هامش الورقة في نسخة (ب) على أنه قراءة نسخة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>