للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: قالَ جارُ اللَّهِ: "وتقول (١): إن تأتني آتك فأحدثُك بالجزم، ويجوزُ الرَّفع على الابتداء، وكذلك الواو وثُم، قالَ اللَّهُ تعالى (٢): {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٣) وقُرِئَ {وَيَذَرْهُمْ} بالجزمِ (٣)، وقال (٤): {إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وقال (٥): {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} ".

قالَ المُشَرِّحُ: المعنى إن تأتني آتك فإنّني ممنْ يُحَدِّثْكَ، مَن رفع {وَيَذَرُهُمْ} لم يجعل الحرف العاطف للاشتراك، ولكن لعطف جُملةٍ على جُملةٍ، ونظيرها في الوَجهين {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ} (٦).

قالَ جارُ اللَّهِ: "وسأَل سيبويه الخَليل (٧) عن قوله عزَّ وجَل (٨): {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} فَقَال هذا كقولِ عُمرو بن مَعْدِي كَرِبٍ (٩):

دَعْنِي فَأَذْهَبُ جانِبًا … يَوْمًا وأَكْفِكَ جَانِبَا


(١) يظهر أن الناسخ في نُسخة (ب) أسقط كلمة (فصل) ثم استدركها وكتبها قبل: قال جارُ اللَّه.
(٢) سورة الأعراف: آية: ١٨٦.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) سورة محمد: آية: ٣٨.
(٥) سورة آل عمران: آية: ١١١.
(٦) سورة البقرة: آية: ٢٧١ وكلمة {وَيُكَفِّرُ} ساقط من (ب).
(٧) الكتاب: ١/ ٤٥٢.
(٨) سورة المنافقون: آية: ١٠.
(٩) البيت في ملحقات ديوانه: ١٨٥، قال أبو البركات ابن المستوفي في إثبات المحصل: ١٤٠ "ولم أجد بيت عمرو في ديوان شعره وهو عندي بخط مكتوب في محرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة".
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٤٠، والمنخل: ١٥٥ وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٥٦، وينظر: الخزانة: ٣/ ٦٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>