للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلم المسمى بـ (التجريد) يمدح بهذا الشَّعر بغيضًا، وهو من بني سعد (١) بن زيد مناة. "تلمم" بدلًا من قوله: "تأتنا" وهذا من أوضح الدلائل على أن البدل كما يكون في الأسماء يكون في الأفعال. والمضير في "تأجّجًا" للنار والحطب الجزل وتذكيرهما [على طريقة التَّغليب] (٢)، يقول: إنهم يوقدون النار بالغليظ من الحطب لتقوى نارُهُم فينظر إليها الضِّيفان، وقبله (٣):

إذا خَرَجُوا من غَمْرَةٍ رَجَعُوا لَهَا … بأَسْيَافِهِمْ والطَّعنِ حتَّى تَفَرَّجَا

مَتَى تَأْتِنَا ........ … ......... البيت


(١) الاشتقاق: ٢٥٦، والإِصابة: ٥/ ١١٤.
(٢) في (ب): "على جهة التغليب".
(٣) شعره: (شعراء أمويون): ١/ ٩٨، وعُبيد الله شاعر فحلٌ وقائدٌ مشهورٌ كان من أصحاب عُثمان ثم مع معاوية يوم صِفِّين … توفي سنة ٦٨ هـ.
أخباره في: جمهرة النَّسب لابن الكلبي: ٢٥٠، والخزانة: ١/ ٢٩٦، أورد له ابن المستوفي في إثبات المحصل بعض الأبيات من القصيدة التي منها الشاهد لم ترد في مجموع شعره منها:
وأبيضَ قد نَبهته بعد هَجعه … وقد لبس اللَّيل القَميص الأَرَنْدَجَا
وَجَدْتُ عليه مغرمًا فَقَبَضْتُه … وفرَّجتُ ما يُرجى به أن يُفرجا
وكنتُ إذا قَومي دَعَوْني لنَجْدةٍ … شَدَدْتُ نِطَاقِي حِيْنَ أُدعى وأسرجَا
فأكشف غمَّاها وأكسب مَغْنَمًا … وأُطفِيْ الذي قد كانَ منها مُؤَجَّجَا
وذكر ابن الكلبي أن المجشر بن خويلد بن زياد بن شهاب بن دينار بن الحارث بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم كان من فرسان عُبيد الله بن الحر الجُعفي وذكره في شعره فقال:
وكل فتى مثل المجشر منهم … يعانق مثلي المستميت المدججا
وهذا البيت لم يرد في شعره أيضًا. وروى أبو بكر بن الأنباري في الزاهر ٢/: بيت الشاهد هكذا:
من يأتنا يومًا يقص طريقَنا … يَجِدْ حَطَبًا جزلًا ونارًا تأججا
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٣٩، والمنخل: ١٥٥، والكوفي: ٢٢٩، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٥٣، وشرحه للأندلسي: ٣/ ٢٢٩.
وهو من شواهد الكتاب: ١/ ٤٤٦، وشرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ٦٦، والمقتضب: ١/ ٦٦، والانصاف: ٥٨٣، وخزانة الأدب: ٣/ ٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>