قالَ المُشرِّحُ: "غضَّبت" [يعني قد] (١) تعدى إلى المفعول الأول.
قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): والأفعال المتعدية إلى ثلاثة على ثلاثة أضرب:
[ضربٌ] منقولٌ بالهمزة عن المتعدي إلى مفعولين وهو فعلان أعلمت وأريت، وقد أجاز الأخفش أظنت وأحسبت وأخلت وأزعمت.
وضربٌ متعدٍ إلى مفعولٍ واحدٍ قد أُجري مُجرى أعلمت لموافقته له في معناه فعدي تعديته وهو خمسةُ أفعالٍ: أنبأتُ، ونباتُ، وأخبرتُ وخبّرتُ وحدثت، قالَ الحارثُ بن حِلِّزَةَ:
* فَمَنْ حَدَّثْتُمُوْهُ لَهُ عَلَيْنَا العَلَاءُ *
قالَ المُشَرِّحُ: هذه المسألة تدل على أن التعديةَ بالهمزة عند الأخفش قياسٌ. صدر البيت (٢):
أَوَ مَنَعْتُمْ ما تُسْأَلُونَ فَمَن حُدَّثْتُمُوْهُ … البيت
مَنَعْتُمْ: مبني للفاعل، تُسألون: مبني للمفعول. حُدَّثتموه: لما جعل مبنيًا للمفعول انتقص منه المفعول الأول، لأنه أُقيم مقامَ الفاعلِ فصارَ الفعلُ متعديًا إلى مفعولين فالهاء أحد المفعولين وله علينا العلاء وهو المفعول الثاني.
قالَ جارُ اللهِ: "وضربٌ متعدٍ إِلى مفعولين وإلى الظرف المتسع فيه كقولك: أعطيتُ عبدَ الله ثوبًا اليوم، وسرق زيد عبد الله الثوب الليلة".
(١) في (ب): "بعلى فقد".
(٢) صاحب البيت من شعراء المعلقات، والبيت في ديوانه: ١٢، وشرح القصائد لابن النحاس: ٥٧٤. ويُروى: (الولاء).
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٤٠، والمنخل: ١٥٥، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٦٦.