للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حينئذ لا معملة ولا غير معملة، فكان لها شبةٌ بها وإنما يبطل عملها عند أحد هذه الأشياء الثلاثة لما مضى في أوائل قسم الأسماء.

تخمير: الذي يقول: علمتُ لزيدٌ أخوكَ أم عمروُ ويأتي بلفظ الاستفهام وليس غرضه الاستفهام ولكن أن يدل على أنَّه قد علم ما يطلبه المستفهم بمثلِ هذا الكَلام، والذي يَطْلُبُ هو معرفته غير الذي هو أخو المخاطب من بين زيدٍ وعمروٍ.

تخمير: اعلم أنه لا يجوز أن يلي "أي" إذا كانت استفهامًا شيئًا من الأفعال إلا أفعال القلوب؛ لأنك تحتاج أنَّ تلغيها إذ لا يعمل في الاستفهام ما قبله، وخُصت بذلك أفعال القلوب لأنها قد تلغى وأمَّا الأفعال المؤثرة فلا يجوز أن تدخل على الاستفهام؛ لأنها لو دخلت عليه لا تخلو من أن تلغيها أو تعملها وكلا الأمرين لا يجوز.

أمَّا إلغاؤها فلأن الأفعال المؤثرة لا تلغى.

وأما إعمالها فلأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه.

فإن سألتَ: ما الدليل على أن ما قبل الاستفهام لا يعمل في الاستفهام والدليل عليه أنك تقول: أيَّهم تضرب فتنصب "أيهم" بتضرب وهو مقدم عليه من حيث المعنى؟

أجبت: لا نُسلِّم أن تضرب مقدم على أيَّهم من حيث المعنى، وهذا لأن "أيًا" نائبة (١) من حيث المعنى عن شيئين:

أحدهما: الاسم المستفهم عنه فهو غير مقدم.

والثاني: الاستفهام.

والفعل وإن كان مقدمًا عليه من حيث الاسم المستفهم عنه فهو غير


(١) في (أ): "من حيث المعنى نائبة … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>