للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: صارَ زيدٌ إلى عمروٍ ومنه: كلُّ حيٍّ صائِرُ إلى الزَّوالِ.

قالَ المُشَرِّحُ: الفرقُ بين الاستعمال الأول والثاني أنَّ الأول جملة دخل عليه "صار" والثاني غير جملة، إذ لا تقول زيد إلى عمرو. هذا محصول كلام أبي سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيِّ في (شرح الكتاب).

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): وأصبح، وأمسى، وأضحى على ثلاثة معان:

أحدها: أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة التي هي الصباح والمساء والضحى على طريقة "كان".

والثاني: أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات كأظهر وأعتم، وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها، قال عبد الواسع بن أسامة:

ومِنْ فَعَلَاتِيْ أَنَّنِي حَسَنُ القِرَى … إذا اللَّيْلَةُ الشَّهْبَاءُ أَضْحَى جَلِيْدُهَا

والثالث: أن تكون بمعنى "صار" كقولك: أصبح زيد غنيًا وأمسى أميرًا وقال عدي:

ثم أَضْحَوا كأنَّهُمْ وَرَقٌ جَفَّ … فأَلوْتَ به الصَّبا والدَّبُوْرِ"

قالَ المُشَرِّحُ: المعنى الأول: ما ذَكَرَه أبو سَعِيْدٍ السِّيرافي في (شرح الكتاب) (١) إذا قلت: أصبحَ زيدٌ عالمًا فكأنك قلت: دخل وقت الصَّباح وهو عالم.

والثاني: دخل في الصَّباح والمَساء والضُّحى.

والثالث: أن تكون هذه الأفعال (٢) بمعنى "صار" من غير أن يوجد فيها معنى الوقت الذي هو الصباح والمساء والضحى.


(١) شرح الكتاب للسيرافي: ١/ ٣٠٤.
(٢) في (ب): "الأوقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>