للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجل من أن يُنبه لخطأ فتنبه له (١).

قالَ جارُ اللهِ: "ومنها" "أوشك" (٢): تستعمل استعمال "عسى" في مذهبها واستعماد كاد تقول: يوشك زيد أن يجيء، ويوشك أن يجيء زيد، ويوشك زيد يجيء قال (٣):

يُوشك من فرَّ من مَنِيَّتِهِ … في بعضِ غرَّاتِهِ يُوافقها

قالَ المُشَرِّحُ: ما بعد البيت:

مَنْ لَم يَمُتْ غِبْطَةً يمُت هَرَمًا … للموتِ كأسٌ فالمرءُ ذائِقهُا

غَبَطَ البعير واغتَبَطَهُ: إذا نحره من غير علة، وهو بالعين المهملة، واعتبط فلان -على البناء للمفعول- إذا مات شابًا.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): ومنها "كَرَبَ" و"أَخَذَ" و"جَعَلَ" و"طَفِقَ" تستعمل استعمال "كاد"، وتقول كرب يفعل وجعل يقول ذاك، وأخذ يقول، قال الله عزَّ وجَلَّ (٤): {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا [مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ] (٥)} ".

قالَ المُشَرِّحُ: أصل كرب هو الدُّنو يقال: كربتُ الأرضَ قلبتها (٦) للحرث؛ لأنَّ ذلك أَدنى لها منه، وكربت حياة النار إذا دنا انطفاؤها (٦)، قال (٧):


(١) نقل الأندلسي النص من كتاب الخوارزمي من بداية كلام عبد القاهر الجرجاني كما أسلفت حتى وصل إلى هذه العبارة ثم عقب عليها بقوله: "وكان شيخنا تاج الدين الكندي يقول في الآية قولًا آخر وهو: أن انتقاء الرؤية إنما فهم من الشرط، وذلك أن "إذا للشرط والمعلق على شرط لا يقع بدون وقوع الشرط".
(٢) في (ب): "يوشك".
(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت، ديوانه: ٤٢١.
(٤) الأعراف: آية: ٢٢.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) الصحاح: ١/ ٢١١ (كرب) وأنشد البيت.
(٧) البيت من قصيدة جيدة لعبد قيس بن خفاف، من بني عمرو بن حنظلة بن تميم، من البراجم =

<<  <  ج: ص:  >  >>