للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا المُعتَلُّ فاختلفوا فيه.

قالَ جارُ اللهِ: "فمثال فَعَلَ: ضربه يضربه وجلس يجلس، وقتله يقتله، وقعد يقعد، ومثال فَعِلَ: شَرِبَه يَشْرَبُه، وفَرِحَ يَفْرَحُ، ووَمِقَه يَمِقُه، وَوثِقَ يَثِقُ، ومثال فَعُل كَرُمَ يَكْرُمُ".

قالَ المُشَرِّحُ: ذكر لكل باب مثالين (١) مثالًا متعديًا، ومثالًا لازمًا.

قالَ جارُ اللهِ: "وأما فَعَلَ يَفْعَلُ: فليس بأصل ومن ثم لم يجئ إلا مشروطًا أن يكون عينه أو لامه أحد حروف الحلق: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء إلا من شذَّ من أبى يأبى وركن يركن".

قالَ المُشَرِّحُ: القياس أن يختلف من حركة عينهما كما أنهما يختلفان معنًى كما في سائر الأبواب من الثُّلاثية والمتشعبة والرُّباعية والمَبني للمفعول، إلا أنَّ حروفَ الحَلْقِ مُسْتَثْقَلَةٌ لتسفلها فجبروها لخفة الفتحة؛ لأن فيها صعودًا، فهذا هو الذي ألجأهم إلى فتحها. وأمَّا الحرفُ الذي عليه مَدَارُ هذه المسألة فهو أن الفعل إذا كان غَرِيْزِيًّا غير مُحتمل للتفاوت في كلّ كرة فإنه لا يختلف فيه عينا الماضي والمضارع وذلك نحو باب الطَّبائع نحو [تقول] (٢): شرُفَ يشرُف وكرُم يكرُمُ، وكذلك مطاوعات فعل وفاعل وفعلل، وهي التفعيل والتفاعل والتفعلل. أمَّا إذا كان غير غَريزي محتملًا للتفاوت فإن عين الماضي فيه تُخالف عين المضارع، وذلك نحو كَتَبَ وأكرم وجرب ودحرج.

فإن سألت: فما تقولُ في [قولهم]: انكسر ينكسر؟

أجبتُ: الكلامُ فيه مبنيٌّ على الفَرق بين فَعَلَ بالتخفيف وفعَّل بالتشديد فتقول: (فَعَلَ) كأنه لذات الفعل وللابتداء، و (فعَّل) كأنه للمبالغة وللانتهاء


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (أ): "نحو".

<<  <  ج: ص:  >  >>