للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه دل على معنى لا يُتصور إلا في تَصور معنيين آخرين [أي: في ضمنِ تصورهما وهذا لأنَّ الحروفَ نَسَبٌ وروابطُ، إلا أن جهة النِّسبة مما يتفاوت في كل حرف والنّسبة لا يُتصور معناها إلا بتصور معنيين آخرين] (١) وهما: المَنسوب والمنسوب إليه.

فإن سألتَ: هذا الحدُّ ينتقض بلفظِ النّسبة والإِلصاق فإنه يدلُّ على معنى لا يُتَصَوَّرُ إلا بتصورِ معنيين آخرين، وهما المَنسوب والمَنسوب إليه والملصق والملصق به، وَ"بإذا" فإنَّه يدلُّ على المجازاة، وهي لا تُتَصوَّر إلا بتصور معنيين آخرين وهُما الشَّرطُ والجزاءُ وشيءٌ من ذلك ليس بحرفٍ (٢)؟

أجبتُ: أمَّا النَّسبةُ والإِلصاقُ فيريد بذَينك المعنيين يمتنع تجريد الدَّال على ذلك المعنى إذا وقع في التَّركيب جاز [تجريده] (٣) عن اقتران [أحدهما به، ومثل النّسبة الإِلصاق إذا وقع في التركيب جازَ تجريده عن اقتران أحد ذينك المَعنيين] (٤). ألا تَرى أنَّك إذا [قلت] (٥): ثَبَتَتْ النّسبة أو وُجد الإِلصاق فقد وُجد كلّ واحدٍ منهما في التركيب، ولم يقترن به أحد ذينك المعنيين.

وأما "إذا" فالمعنى بقولنا: "دل على معنى" اقتصار دلالته على ما تقدم من المعنى.

فإنْ [سألتَ: فـ] (٦) "إذا" ليس كذلك؛ لأنَّه كما دلَّ على المُجازاة في


= قال الأندلسي معقبًا على كلام الخوارزمي: "وهذا أيضا مأخوذ من معنى ما قاله السيرافي غير أنه يغير عبارة النحاة، ثم اعترض على ما يقوله النحاة فقال: ما ذكروه ينتقض بلفظ النسبة والمجازاة … وأورد أغلب كلام الخوارزمي.
(١) تأخرت هذه العبارة في (ب) وكتبت بعد قوله: "فإن سألت … ".
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ساقط من (أ).
(٤) ساقط من (ب).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>