للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهُ: "ومن أصناف الحُروف حروفُ الإِضافة: سميت بذلك لأنَّ وضعها على أن تُفضي بمعاني الأَفعال إلى الأسماءِ، وهي فَوْضَى في ذلك وإن اختَلَفَ [بها] (١) وجوهُ الإِفضاءِ".

قال المُشرِّحُ: قومٌ فَوضى في ذلك: متساوون لا رئيسَ لهم، قال الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ (٢):

لا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لَهُمْ … وَلَا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهُمْ سَادُوا

ويقال: أموالهم فَوضى بينهم، أي: هُم فيها شركاءُ، أنشدَ الشَّيْخُ -رحمه الله (٣) -:

* طَعَامُهُمُ فَوْضَى فَضًا في رِحَالِهَمْ *

والمَعْنَى: أنَّها مشتركةٌ في نفس الإِفضاء، وإن كانت جهةُ إفضائها مختلفةً.

قال جارُ اللهِ: "وهي على ثلاثةُ أضرب، ضربٌ لازمٌ للحرفية، وضرب كائنٌ اسمًا وحرفًا، وضربٌ كائن فعلًا وحرفًا. فالأولى تسعةُ أحرفٍ، من، وإلى وحتى، وفي، والباء، واللام، ورب، وواو القسم، وتاؤه.

والثاني خمسةُ أحرف: على، وعن والكاف، ومذ، ومنذ.

والثالث ثلاثة أحرف: حاشا وعدا، وخلا.

فصل: "مِنْ" معناها: ابتداءُ الغاية، كقولك: سرتُ من البصرة وكونُها


(١) ساقط من (أ).
(٢) ديوان الأفوه (ص ٢).
(٣) أنشده الزَّمخشري -رحمه الله- في أساس البَلاغة (ص ٣٥٠)، وعجزه:
* وَلَا يُحْسِنُونَ السِّرَّ إلَّا تَنَادِيَا *
أورده الأندلسي في شرحه (٣/ ١٥٧) عن الحواشي للزَّمخشري، ولم يرد نسختي من (الحواشي).

<<  <  ج: ص:  >  >>