للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُبَعِّضةٌ في نحو أخذت من الدراهم، ومُبَيِّنَةٌ في نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (١) ومزيدةٌ في نحو: ما جاءَني من أحدٍ. راجع إلى هذا".

قال المُشرِّحُ: إذا قلت (٢): سرتُ من البصرةِ فكأنك قلت: ابتداء سيري من البَصرة، وكونها مبعضةً راجعٌ إلى معنى الابتداء. قال أبو العبَّاس: لأنَّ قوله: إنما أخذتُ من ماله، إنما تَجعل من ماله إبتداء غايةٍ ما أُخِذَ فدلَّ على التَّبعيض من حيث صار ما بقي انتهاءً له، وكذلك كونها مبينة راجعٌ إلى معنى ابتداء الغاية، لأنَّ الرجسَ جامعٌ للأوثان وغيرها، قال ابنُ السَرَّاجِ: فإذا قلت {مِنَ الْأَوْثَانِ} فإنما معناه: الذي ابتداؤه من هذا الصّنف، وكذلك كونها مزيدة راجعٌ إلى معنى الابتداء أيضًا في قولك: هل من رجل؟ وما جاءني من رجل لاستغراق الجنس، لأنَّها دخلت لابتداء الجنس إلى انتهائه، بتقدير هل من رجل إلى ما فوقه (٣) في الدار إلا أنه [اكتفى بذكر "من"] (٤) عن [ذكر "إلى" لدلالة] (٥) إحدي الغايتين على الأخرى، ونحوه قوله: رأيتُ الهلالَ من خَلَلِ السَّحاب، أي: من مكاني إلى خَلَلِ السَّحاب.

قال جارُ اللهِ: "ولا تُزاد عند سيبويه (٦) إلا في النفي. والأخفش يُجوِّزُ الزيادة في الواجب (٧) ويستشهد بقوله عَزَّ وجَلَّ (٨): {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}.

قال المُشرِّحُ: معناه: يغفر لكم ذُنوبكم.


(١) سورة الحج: آية ٣٠.
(٢) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ١٥٨) شرح بعض هذه الفقرة.
(٣) في (ب): "إلى ما في قوله … ".
(٤) في (أ): "بذكره عن".
(٥) في (ب): "عن ذكر الدلالة".
(٦) الكتاب.
(٧) رأى الأخفش في معاني القرآن له (ص ٢٤٧)، وينظر الجنى الداني (ص ٣١٨).
(٨) سورة إبراهيم: آية ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>