للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأن سألتَ: "يغفرْ لكم" مجزومٌ على المجازاة، فلعلّها من تعليل غير الواجب؟

أجبتُ: الكلامُ على المجازاة يبقى موجبًا، قال الشَّيخُ لأن "لو" بمنزلة "إن"، فالكلامُ معه موجبٌ، وقد مضى.

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) و "إلى" معارضةٌ لـ "من" دالةٌ على انتهاء الغاية كقولك: سرتُ من البَصرة إلى بغداد، وكونها بمعنى المصاحبة في قوله عزَّ وجلَّ (١): {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} راجعٌ إلى معنى الانتهاء".

قال المُشرِّحُ: ضُمن (٢) معنى فعل يتعدى بـ "إلى"، وهو لا تضموا ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم كبيتِ الكتاب (٣):

إذَا تَغَنَّى الحَمَامُ الوُرْقُ هيَّجَنِيْ … وَلَوْ تَعَزَّيْتُ عَنْهَا أمَّ عَمَّارِ

فَضَمَّنَ معنى (هيَّجني) معنى (ذَكَّرني). ذكره الشيخ -رحمه اللَّه (٤) -.

قالَ جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) و"حتَّى" في معناها إلّا أنها تفارقها في أن مجرورها يجب أن يكون آخر جزء من الشيء، أو ما يلاقي آخر منه لأن الفعل المتعدي به الغرض فيه أن يتقصى ما تعلق به شيئًا فشيئًا حتى يأتي عليه وذلك قولك: أكلتُ السمكةَ حتَّى رأسِها، ونمتُ البارحةَ حتى الصباحِ، ولا تقول: حتى نِصفها أو ثُلثها، كما تقول: إلى نصفِها وإلى ثُلثِها".

قال المُشرِّحُ: "حتى" لانتهاءِ الغايةِ بمنزلة "إلى" وهُما يشتركان ويَفترقان، فمن اشتراكهما ما قالَه الأخفش، يقول لك: إئتني فتقول: أما


(١) سورة النساء: آية ٢.
(٢) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ١٦١).
(٣) الكتاب (١/ ١٤٤)، وشرح أبياته لابن خلف.
والبيت للنابغة الذبياني في ديوانه (ص ٢٠٣)، والخصائص (٢/ ٤٢٥، ٤٢٨).
(٤) حواشي المفصل (ص ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>