للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المشرحُ: هم العربُ والعجمُ، لأنَّ السوادَ هو الغالبُ من بينِ سائِر الألوانِ على العَرَب، والأحمرُ: في الأصل هُمُ الرُّوم، ثم عمَّ (١)، يقالُ: أتاني منهم كلُّ (٢) أسودَ وأحمرَ، ولا يقالُ: أبيَضَ نَقَلَهُ الأصمَعِي (٣) عن أبي عمرو بن العلاء (٤).

قال جارُ اللَّه: "ولآلِهِ الطيّبين أدعُو اللَّه بالرضوانِ، وأدعوه على أهلِ الشّقاق لهم والعُدوان".

قال المشرحُ: الشّقاقُ: هو الخِصَامُ، من الشِّقِّ وهو الجانِبُ، كما أنَّ الخِصَامَ من الخُصْمِ بالضمِّ وهو جانِبُ الوادي، والمُعاداةُ (٥): من عُدوةِ الوادي وهي جانِبُه، (٦) وكما قَدَّمَ مفعولَ الحمدِ والتوجيهِ في الفصلين الأولين، قَدَّمَ في هذا الفصل مفعولَ الدُّعاءِ.

قالَ جارُ اللَّه: "ولَعلَّ الذين يَغُضُّون من العربيّةِ ويَضعون من مِقدارِها ويريدون أن يخفِضوا ما رَفَع اللَّهُ من منارِها".

قال المشرّحُ: غضَّ طرفَهُ: خَفَضَه، وغضَّ منه إذا عابَه وحطَّ منزلَته، ونظيرهُ وَضَعَ الشيءَ ووَضَعَ منه. (٧) والمنارُ: عَلَمُ الطريق الذي يُهتدى (٨) به،


(١) في (أ).
(٢) في (ب) أتاني كل أسود منهم.
(٣) الأصمعي: (١٢٢ - ٢١٦ هـ) من رواة اللّغة المشهورين وعلماء العربية المتقدمين شافه الأعراب وروى عنهم، ثقة في الرواية. له مؤلفات مشهورة انظر ترجمته في كتاب المنتقى من أخبار الأصمعي، وانظر المصادر هناك.
(٤) أبو عمرو بن العلاء: (٧٠ - ١٥٤) يقال إن اسمه كنيته، وقيل: اسمه (زيان) أحد القراء السبعة، والرواة الثقات كان حافظًا لأشعار العرب وأيامهم إمامًا في معرفة اللغة انظر ترجمته في: إنباه الرواة ٤/ ١٢٥، طبقات القراء: ١/ ٢٨٨ - ٢٩٢، وأخبار النحويين البصريين: ص ٢٨ - ٣١.
(٥) في (ب) العدوان.
(٦) في (أ) فقط.
(٧) في (أ) فقط.
(٨) في (ب) به يهتدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>