للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرسِ [السَّابِقِ رأسُه، ومنه الصَّلاةُ لأنَّها تاليةُ الإِيمانِ]، (١) وكما قَدَّمَ في الفصلِ الأوّلِ مفعولَ الحمدِ قدَّمَ ها هُنا مفعولَ التَّوجيهِ.

قال جارُ اللَّه: "محمَّدٍ المَحفوفِ من بني عَدنان بِجَماجِمِها وأرحائِها، النَّازِلِ من قُريشٍ في سُرَّةِ بَطحائِها".

قال المشرّحُ: الجماجمُ كالرؤوس تستعارُ للأشرافِ، يقالُ: مُضَرُ من (٢) الجَماجِم يقال: رَحى القوم سيِّدُهُم، كذا هو في "الصّحاح" (٣) لأنَّ مدارَ الأمر عليه، وجمعُهُ أرحاءٌ (٤). والسُّرَّةُ وَسَطُ الوادي، وأَصلُها سُرَّةُ الصَّبِي، قريشُ البِطاحِ: هم الذين يسكُنُونَ بطحاءَ مَكَّةَ، ويقال لغيرِهِم: قُرَيشُ الضَّواحِي، وممَّا غَنَّى به ابنُ سُرَيجٍ (٥) على "أبي قُبيسٍ" (٦).

يا عينُ جُودِي بالدُّموعِ السّفاحِ … وابكِي على قَتلى قُريشِ الضَّواحِي (٧)

قال جارُ اللَّه: "المبعوثُ إلى الأسودِ والأحمر بالكتابِ العربيّ المنوَّرِ".


(١) ساقطة من (ب).
(٢) في (ب) فقط.
(٣) هو كتاب اللّغة المشهور بـ (تاج اللّغة وصحاح العربيّة) نقل عنه المؤلف كثيرًا كما سيأتي، وهو من تأليف الإمام إسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى سنة ٣٩٨ هـ. انظر ترجمة الجوهري في يتيمة الدهر: ٤/ ٣٧٣، وإنباه الرواة: ١/ ١٩٤ ومعجم الأدباء: ٦/ ٣٢٢، وشذرات الذهب: ٣/ ١٤٢ وغير ذلك.
(٤) في (أ) فقط.
(٥) هو عبيد الله، وقيل: عبد الله بن سريج مولى بني اللّيث. أحسن الناس غناءً وهو أحسن من غنَّى الغناء المتقن بالحجاز بعد طويس، وكان يغني مرتجلًا في زمن عثمان بن عفّان، وكان منقطعًا إلى عبد الله بن جعفر، ومات في خلافة هشام بن عبد الملك بنخلة، قريبًا من بستان ابن عامر. الأغاني: ١/ ٢٤٨، ونهاية الأرب: ٤/ ٢٤٩.
(٦) هو اسم جبل مشهور بمكة المكرمة، انظر: أسماء جبال مكة لعرَّام. نوادر المخطوطات؛ ٨/ ٤١٨! ومعجم ما استعجم للبكري: ص ١٤٠، وكتاب الجبال … للزمخشري: ص ١٢، ومعجم البلدان لياقوت؛ ١/ ٩٤، والروض المعطار: ص ٤٥٢. قال البكري: ويقال لأبي قبيس الجبل المعلوم بمكة أبو قابوس وأنشد الكميت:
بسفح أبي قابوس يندبن هالكًا … تخفّض ذات الولد عنه رقوبها
(٧) البيت في شرح الأندلسي ١/ ورقة ٤، والمقتبس ١/ ورقة ٧، والمقاليد ١/ ورقة ٧ ويبدو أنهم جميعًا نقلوا من "التخمير" وفي (ب) (الضواح) بدون ياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>