للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو المَفتون، بنصب "أيّ"، على أنّها هي الموصولة، كأنه قال فستبصرون ويبصرون الذي هو المفتون منكم، ثم إنّه حذف الشَّطر الأول الذي هو ["هو"] (١) من صلتها فَصَارَ أَيَّكُمْ المَفْتُوْنُ كَقَوْلِهِ (٢): {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} في قراءَة من قرأَ بالنَّصب (٣) ثم أُدخِلت الباء مزيدةً، فقيل: "بأيِّكُمْ المَفْتُون" فدخولها على المَنْصُوْبِ كما ترى، ولا يُقال: إن أصله: ويبصرون أيكم المفتون على أن أيًّا: المُبتدأ، والمفتون: خبرة، وأن أيًا هي المتضمنة لمعنى الاستفهام التي من شأنها التَّعليق، فإن "أُبصر" ليس من الأفعال التي تعلق. كما أن {نَنْزَعُ} في الأخرى كذلك، ولأنك تقول: علمت بأيهم في الدَّارِ معلقًا. ويزعُم الكُوفِيُّون أن المَفتون مصدرٌ، والباء متعلقة به وكأنه قيل بايكم (الفتنة) (٤) أول البيت (٥):

تِلْكَ الحَرَائِرُ لا رَبَّات أخْمِرَةٍ … سَوْدُ المَحَاجِرِ .......... البيت

يصف بذاذتهن وسماحتهن.

قال جارُ اللَّهِ: "وفي المرفوع كقوله (٦): {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} وبحسبك زيد، وقوله امرئ القيس (٧):


(١) ساقط من (أ).
(٢) سورة مريم: آية ٦٩.
(٣) هي قراءة الأعرج والأعمش وهارون … وغيرهم.
ينظر: إعراب القرآن للنّحاس (٢/ ٣٢٢)، البحر المحيط (٦/ ٢٠٩).
(٤) في (أ): "المفتن"، وفي (ب) "الفتون"، وما أثبته عن شرح الأندلسي منقول من كلام الخوارزمي.
(٥) البيت للرَّاعي النُّميري في ديوانه (ص ١٢٢)، ويروى للقَتَّال الكِلَابِيِّ ديوانه (ص ٥٣)، توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٦٣ والمُنخل (ص ١٦٨)، وشرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٢٣)، وشرحه للأندلسي (٣/ ١٦٧)، وينظر: مجاز القرآن (١/ ٤)، المعاني الكبير (ص ١١٣٨)، مجالس ثعلب (ص ٣٦٥)، المرتجل (ص ٣٧٠)، خزانة الأدب (٣/ ٦٦٧).
(٦) سورة النساء: آية ١٦٦. وغيرها. ولفظ الآية: {وَكَفَى بِاللَّهِ … }
(٧) ديوان امرئ القَيس (ص ٨٦) السَّنْدُوْبِيّ) ولم يَرد في طبعة الأستاذ أَبي الفَضْل رحمه اللَّهِ.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل (ص ١٦٣)، المنخل (ص ١٦٨) شرح =

<<  <  ج: ص:  >  >>