للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَا هَلْ أَتَاهَا والحَوَادِثُ جَمَّةٌ … بأنَّ امرأ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا"

قالَ المُشَرِّحُ: المعنى: كفى باللَّهِ شهيدًا وحسبك زيدًا، وهل أتاها أنَّ امرأ القيس. زيادة الباءِ في المَنصوب واسعةٌ كثيرةٌ، وأمَّا في المرفوع فقليلةٌ، تَمْلِكَ: أمُّ امرئِ القَيْسِ. بَيْقَرَ الرَّجُلُ: أقامَ بالحَضرِ وتركَ قومَهُ بالبادية، وفي "شَرْحِ تصريف المازني لابن جني" (١) بيقرَ الرَّجُلُ: إذا خرج من الشَّام إلى العراق. ويقال بيقر: إذا خَرَجَ من أرضٍ أو مات (٢).

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) واللَّام للاختصاص كقولك: المال لزيد، والسرج للدابة، وجاءَني أخٌ له وابنٌ له وقد تقع مزيدة، قال اللَّه (٣): {رَدِفَ لَكُمْ} ".

قالَ المُشَرِّحُ: (رَدِفَ لَكُمْ) أي: ردفكم، ونحو قوله (٤): {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} وهو أقربُ مأخذًا من الأول.


= المفصل لابن يعيش (٨/ ٩٣)، شرح الأندلسي (٣/ ١٦٦).
وينظر الزاهر لابن الأنباري: الخصائص (١/ ٣٣٥)، المُنصف (١/ ٨٤)، الإِنصاف (ص ١٨١)، وإيضاح شواهد الإِيضاح (ص ٢٧٩)، ضرائر الشَّعر (ص ٦٣)، الخزانة (٤/ ١٦١).
(١) في (ب) "وفي تصنيف المازني … "
وينظر: المنصف (١/ ٨٤)، وزادَ ابو الفَتْح رحمه اللَّه: "وبيقر أيضًا: إذا عَدَا مُنَكِّسًا رأسَهُ".
(٢) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ١٦٧) شرح ألفاظ البيت عن الخوارزمي مصرحا بذكره، ونقل ابن المستوفي في إثبات المحصل (ص ١٦٤) ما نقله الأندلسي عن الخوارزمي ثم قال: "والذي نقله الأندلسي كلام الخوارزمي قال: … فغير عبارته وأتى بما لم يأتِ به … ". ولم أجد في نسختي في شرح المفصل للأندلسي أيّ زيادة أو نقصٍ وتَغْييْرٍ عن ما في كلام الخوارزمي. فلعل الأندلسي أصلح من نسخته بعدما وقَف على كلام ابن المستوفي، لأنه فرغ من كتابه سنة ٦١٩ هـ وألف ابن المستوفي كتابه إثبات المحصل سنة ٦٢٣ هـ وتوفي ابن المستوفي سنة ٦٣٩ هـ. وبقي الأندلسي بعده دهرًا .. حتى سنة ٦٦١ هـ. وذُكِرَ أنَّه كان يزيدُ في كتابه وينقص فلعل هذه من إصلاحاته فيه، واللَّه أعلم.
(٣) سورة النمل: آية ٧٢.
(٤) سورة يوسف: آية ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>