للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ اللهِ: "وحكى أبو عمرو الشيباني (١) عن بعض العرب: اللهم اغفر لي ولِمَنْ يَسْمَع حاشا الشَّيطان وابنَ الأصبغ".

قال المُشَرِّحُ: "ابنَ الأَصبغ" بالنَّصب، بالصَّادِ المُهملة والغين المُعجمة، العطف ها هُنا كالعطفِ في قوله (٢):

* وباتَ على النَّارِ النَّدى والمُحَلَّقُ *

وقوله:

* إلا ابن عبدِ الله والمَطَرُ *

وقول الفرزدق (٣):

تَنَظَّرتُ نَصْرًا والسِّماكين أَيْهُما … عليَّ من الغَيْثِ استَهَلَّتْ مَوَاطِرُهْ

تنظرتُ: أي انتظرتُ، السِّماكين: أي: نَوْءُ السِّماكين، أيْهُما: بتخفيف أَيِّهما.


(١) الجنى الداني (ص ٥٦٢) وغيره.
(٢) صدره، وما قبله:
لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ … إلى ضوءِ نارٍ في يَفَاعَ تُحَرِّقُ
تشب لمقرورين يصطليانها … وبات على النار الندى والمحلق
وهو للأعشى في ديوانه (ص ١٥٠)، وهو من شواهد المغني.
وينظر: شرح أبياته (٢/ ٢٧٧)، (٣/ ٢٣١، ٢٧٢).
(٣) ديوان الفرزدق (١/ ٢٨١) (دار صادر).
والشاهد في مجالس الزجاجي (ص ٢٧٩)، المحتسب (١/ ٤١، ١٠٨)، الجنى الداني (ص ٢٣٤)، المغني (ص ٨١)، شرح أبياته (١/ ١٤٦).
وروايةُ الزَّجَّاجِيِّ:
* تَنَظَّرْتُ بِشْرًا ........ *
والصَّحيح أنه "نصرًا"، لأن الشاعر يمدَح نصر بن سيار أميرِ خراسان وبعد الشاهد:
إذَا مَا أَتَى نَصْرٌ أَتى النَّاس كلُّهم … وقد عزَّ من نَصْرٍ لَدَى الخوفِ ناصِرُهْ
هُوَ المَلِكُ المَهْدِيّ والسَّابِقُ الذي … له أوّلُ المَجْدِ التَّلِيْدِ وآخِرُهْ
وَلوْ أن مَجْدًا في السَّماء وعندها … إذَنْ لَسَمَا نَصْرٌ إليه يُسَاوِرُهُ
ونصرُ بن سيَّارٍ مترجم في الخزانة (١/ ٣٣٦) وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>