للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: الشيخُ -رحمه الله- كما ذكر هذا الفصل في قسم الأسماء فقد شرحته أنا أيضًا هناك.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) و "حاشى" معناها التَّبرئة، قال الشاعر (١):

حَاشَى أَبِيْ ثَوْبَانَ أنَّ بِهِ … صِنًّا عن المَلْحَاةِ والشَّتْمِ"

قال المُشَرِّحُ: "أبو ثَوْبان" كنيةُ رجلٍ. يقال: ظن (٢) عليه بكذا، وظن عنه، كما يقال: بخل عليه بكذا، وفي درعيات السقط (٣):

بدونها ظنَّ عن أقاربه … كاملُ عَبْسٍ إذا الضّراب فَأَى

وقال الله تعالى (٤): {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}، وقال الإِمام عبد القاهر الجرجاني: قد تقدم قبل هذا البيت ذم لقوم واستثنى أبا ثوبان منهم.

قالَ جارُ الله: "وهو عندَ المُبرِّدِ (٥) يكون فعلًا في نحو قولك: هجم القوم حاشا زيدًا بمعنى جانب بعضهم زيدًا فاعل من الحشا وهو الجانب".

قال المُشَرِّحُ: لو قلت في تفسير حاشا هنا جانب كلهم زيدًا لكان أوجه.


(١) تقدم ذكره في الجزء الأول.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) شروح سقط الزند (ص ٢٠١١)، كامل عبس: هو قيس بن زهير وإنما لقبه: كامل عبس، لأنه يسمى هو وإخوته الكملة من بني عبس، وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، وهي التي تقول: ثكلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل، والله أنهم لكالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها، وقد أوضح الشيخ أبو العلاء المقصود بقوله في البيت الذي يليه:
وابن زهير لو حاز مشبهها … لباء منها بسؤله وبأى
(٤) سورة محمد: آية: ٣٨.
(٥) المقتضب (٤/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>