للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن أَتى نَجران وغَنِمَ التَّرايع وهي: الخَيلُ الكِرَامُ، وقيلَ: هي انتزعت من أيدي الأعداء، وقيل: هي التي تترع إلى أوطانها. تَمامُ البيت الثاني (١):

* فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَاْلٍ وذَاْ نَشَبِ *

قال جارُ اللهِ: "وتقول: استغفر الله ذنبي".

قال المُشَرِّحُ: هذا الكلام منظورٌ فيه، واستغفر الله ذنبي على الأصل الذي ينبغي أن يكون عليه، وهذا لأن من أسباب التَّعدية نقل الفعل الثلاثي إلى استفعل فإذا كان غَفَرَ متعديًا إلى مفعول أكسبه النقل إلى الاستفعال مفعولًا ثانيًا، كقولهم: نَسَخْتُ الكتاب، واستَنْسَخْتُ زيدًا الكتابَ وخَزن اللآلئ واستخزنه اللآلئ. ومما يُسْتَأنَسُ به في هذا الباب بيتُ الأُستاذ أبي اسماعيل الكاتب:

* كأنَّ القِطَار استخزَنَتْها لآلِيَا *


(١) البيتُ مختلفٌ في نسبته فنسب إلى رُزْعَةَ بن السَّائب وخِفَات بن ندبة في ديوانه (ص ١٢٦)، وإلى العبَّاس بن مِرْدَاس في ديوانه (ص ٣١)، وإلى عمرو بن معدي كرب الزَّبيدي في ديوانه (ص ٣٥)، ونسبه الأسود الغندجاني أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب (ص ٦٢) إلى أعشى طَرُوْد (الصبح المنير ص ٢٨٤).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المُحصل (ص ١٧٠)، المُنخل (ص ١٧٢)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٥٠)، شرحه للأندلسي.
وينظر: الكتاب (١/ ٣٧)، شرح أبياته لابن السيرافي (١/ ٢٥٠)، المقتضب (٢/ ٣٥، ٨٣، ٣٢٠)، الأصول لابن السراج (١/ ١٧٨)، الجمل (ص ٤٠)، شرح أبياته (الحلل) (ص ٣٤)، اللامات للزجاجي (ص ١٥١)، المحتسب (١/ ١٥، ٢٧٢)، أمالي ابن الشجري (١/ ٣٦٥)، (٢/ ٢٤٠)، المغني (ص ٤١٥، ٧٣٦) شرح أبياته (٥/ ٢٩٩)، الخزانة (١/ ١٦٤).
قال الإِمامُ الأديبُ المبارك بن أحمد ابن المستوفى الأربلي في إثبات المحصل (ص ١٧٠): "والذي ذكره النحاة أن بيت الاستشهاد هو لعمرو بن معدي كرب، وتصفَّحتُ ديوانه -وهو لطيف- فلم أجده، وهو معدَّ عندي في نسخة فرغ منها في يوم الخميس مستهل المحرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة بمدينة السَّلام كتَبَهُ لنفسه علي بن ابراهيم بن محمد بن إسحاق الكاتب".

<<  <  ج: ص:  >  >>