للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنا الذَّائِدُ الحَامِيْ الذِّمارَ وإنّما … يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ أَنَا أَوْ مِثْلِيْ

ألا تَرى أنَّه في تقديرِ: ما يُدافع إلا أنا، ولو بقيَ معه الكلامُ موجبًا لما كان ذلك.

ثم اِعلم أنَّ في النَّحويين من يقول بأن "ما" في نحو قولك: إنما زيدٌ قائمٌ اسمٌ، وموضعه نصبٌ، والجملةُ التي بعدها في موضعِ الخَبَرِ ويشبه ذلك بالهاء التي تلحق هذه الحروف أعني ضمير الشأن والقصة، وأنا لاندر الموضع، وأنا لا أستبعد هذا القول.

ثم اعلم (١) أنَّ موضعَ "إنما" على أن يَجيءُ بخبرٍ لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحَّته كقولك: إنما هو أخوك، إنما هو صاحِبُك، وقوله [تعالى] (٢): {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، ومن ثَمَّ قال بَعْضُهُمْ: "إنما" إذا رَفَعْتَ ما بعدها يصير فيها معنى التقليل تقول: إنما أنا بشرٌ، إذا أردت التواضع وقال سيبويه: تقول (٣): إنما سرتُ حتى أدخلها: إذا كنت محتقرًا لمسيرك وأمَّا قوله (٤):

إنَّما مصعبٌ شهابٌ من اللـ … ـــــهِ تَجَلَّت عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ

فَمُنَزَّلٌ هذه المَنْزِلَةَ.

وشيءٌ آخرُ: وهو أنَّك إذا قُلتَ: إنَّما جاءَني زيدٌ عُقل منه أنك أردت أن تنفي أن يكون الجائِي غيره، فمعنى الكلام معها تشبيه بالمعنى في قولك: جاءَني زيدٌ لا عمروٌ.


(١) نقل ابن المستوفي في إثبات المحصل (ص ١٧٢) شرح هذه الفقرة بتمامها ثم قال: "وفيه نظرٌ".
(٢) ساقط من (أ)، وهى من سورة الكهف: آية ١١٠.
(٣) الكتاب (١/ ٥١٤).
(٤) البيتُ لعُبَيْدِ اللهِ بن قَيْسِ الرُّقيات في ديوانه (ص ٩١).
وينظر: دلائل الإِعجاز (ص ٣٣١)، العمدة (١/ ٥)، الخزانة (٣/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>