للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} مع اقترانهما. حِطّةٌ: أي: حِطّ عنا ذُنُوبَنَا.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) وقال سيبويه (١): ولم تجعل للرجل منزلة بتقديمك إياه يكون أولى بها من الحمار كأنك قلت مررت بهما".

قال المُشَرِّحُ: أي إذا قلت: مررت برجل وحمار.

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) والفاء و "ثم" و "حتى" تقتضي الترتيب إلا أن الفاء توجب وجود الثاني بعد الأول بغيرِ مهلةٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: الذي يدل على صحة ما قاله الشيخ -رحمه الله- قولك: أعطيت زيدًا مالًا فاستغنى، ولذلك تدخل على جزاءِ الشّرط؛ لأن الجزاءَ لا يتأخر عن الشرط.

فإن سألتَ: فإذا كان معنى الفاء وجودَ الثاني [من غير مهلة فما معنى قوله: ما زلت أسيرُ حتَّى دخلتُ الكوفةَ فالبَصرة] (٢) وبينهما مساوِفُ؟.

أجبتُ: معناه: إنّك لم تَقْطَع سيرك الذي به دخلتَ الكوفةَ حتى وصلته بسيرك الذي به دخلتَ البَصرةَ، ولم يحدث بينهما مُهلة.

ولو قلت: ثمَّ البصرة لكنت قد أحدثت بينهما مهلة.

قال جارُ اللَّهِ: "و "ثمَّ" توجبه بمهملةٍ ولذلك قال سيبويه (٣): مررت برجل ثم امرأة، فالمرور ها هنا مروران".

قال المُشَرِّحُ: ولذلك لا يجوز إدخالها (٤) على الجزاء.


(١) الكتاب (١/ ٢١٨).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) الكتاب (١/ ٢١٨).
(٤) في (أ): "إدخال الهاء … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>