للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا محصولُ كلامه.

والثَّانِي: أنَّك في الأولِ تقولُ: ادّعى قيامَ زيدٍ ادَّعى قيامَ عمرٍو من غير أن تصرح بتثنية الدَّعوى.

فإن سألت: فما الفرق بين قولك: قامَ زيدٌ قامَ عَمرٌو، وبين قولك: قامَ زيدٌ وقام عمرو وبين قولك: قام زيد وعمرو؟.

أجبتُ: بين ذلك فرق، لأنَّك بالثالث كما لا تصرح بتثنية الدَّعوى لا تثني أيضًا الدَّعوى، وفي الأول إن كنتَ لا تصرّح بتثنية الدَّعوى لكنك تثني الدعوى، وفي الثاني تصرح.

قال جارُ اللَّهِ: "وكذلك ضربتُ زيدًا فعمرًا، وذهب عبدُ اللَّه ثم أخوه ورأيتُ القومَ حتَّى زيدًا، ثم أنها تفترق بعد ذلك".

قال المُشَرِّحُ: هذه الحُروف معانيها تُساق إليك عن قريب.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) فالواو للجمع المطلق من غير أن تكون المبدوء به داخلًا في الحكم قبل الآخر، ولا أن تُجمعا في وقتٍ واحدٍ، بل الأمران جائزان، وجائز عكسهما نحو قولك: جاءني زيدٌ اليوم وعمرو أمس، واختصم بكر وخالد، وسيَّان قعودك وقيامك وقال اللَّه تعالى (١): {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} وقال (٢): {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ} والقِصَّةُ واحدةٌ".

قال المُشَرِّحُ: في قولك جاءني زيدٌ اليومَ وعمرٌو أمسِ جازَ الواو وإن لم يَقترن الفعلان، وفي قولك: اختصم بكر وخالد جارُ الواو مع اقتران الفعلين، وفي قولك: سيَّان قعودك وقيامك جازَ الواو مع استحالة اقترانهما، وفي


(١) سورة البقرة: آية ٥٨.
(٢) سورة الأعراف: آية ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>