للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المترجمة ببل وهمزة الاستفهام مثال المتصلة: أزيد عندك أم عمرو؟ والمعنى: أيُّهما عندك، والجواب فيها أن تقول: زيدٌ إذا كان عندك زيدٌ أو عمرٌو إذا كان عندك عمرٌو، ومثال المنقطعة في الاستفهام أزيد عندك أم عندك عمرو؟ معناه: بل أعندك (١)، ولو كانت هي المتصلة لما احتيج فيها إلى تكرير الظَّرف كأنَّه غلب على ظنِّك أن الذي عنده (٢) زيدٌ، فاستفهمت ليعود الظَّن نفيًا فلما أتممت الاستفهام غلب على ظنك أن الذي عنده عمرو فأعرضت عن الأول واستأنفت سؤالًا ثانيًا كنحو ما فعلته بدئيًا.

مثالُ المُنقطعة في الخَبَرِ "أنها لإِبل أم شاء"، لو كانت المتصلة لقلت أإبلٌ هي أم شاءٌ؟ كأنه رفع لك أشخاص من بعد فغلب على ظنك أنها إبل، فأخبرت عنها على مقتضى ظنك، ثم لما تم الإِخبار غلب على ظنك أنها شاء فأعرضت عن الإِخبار واستأنفت سؤالًا.

وجواب المنقطعة: "نعم" أو "لا" فإذا قلتَ: نَعَمْ، وجب أن يكون عنده الثاني لاضرابك عن الأول وسؤالك عن الثاني.

تخميرٌ: إذا أتى بعد "أم" المنقطعة حرف النفي كان معناها ومعنى "أو" سواءٌ كقولك أعندك زيدٌ أم لا؟، لأنَّك حيث قلتَ: أعندك زيد؟ قد ظننت أنه عنده، ثم [أدركك ظن مماثلٌ] (٣) للأوَّل أنه ليس عنده فقلت أم لا، وجوابه بنعم أو لا، فإذا قلت هل عندك بكرٌ؟ فالسؤال عن كون بكرٍ عندك وعدم كونه عندك فإذا قلت أَمْ زَيْدٌ لم تتصل. قال أبو سعيدٍ السِّيرافي: وقد شبه النحويون "أم" المنقطعة بـ "بل" ولم يُرِيْدُوا أن ما بعد "أم" تحقيق كما بعد "بل"، وإنما أرادوا أن ما بعد "أم" استفهام مستأنف (٤) بعد كلام يتقدمها،


(١) في (أ): "بل عندك".
(٢) في (ب): "عندك".
(٣) في (ب): "ثم أدركت ظنًا مماثلًا".
(٤) في (ب): "مستفهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>