للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن ما بعد "بل" تحقيق مستأنف بعد كلام يتقدمها. قال أيضًا: والدليل على أنها ليست بمنزلة "بل" مجردة قوله عزَّ وجَل (١): {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ} أَلَا تَرى أنه لا يجوز بل اتخذ مما يخلق بنات ها هنا (٢) لما ذكرته من المعنى، ومعناه: اتّخذ مما يخلق بنات؟ بألف الاستفهام، ومعنى ذلك للإِنكار عليهم [فيما] (٣) ادَّعوه.

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) بين "أو" و"أم" في قولك: أزيدٌ عندك أو عمرٌو وأزيدٌ عندك أم عمرٌو أنَّك في الأول لا يَجهل كون أحدهما عنده فأنت تسأل عنه، وفي الثاني تعلم أن أحدهما عنده فتطالبه بالتعيين".

قال المُشَرِّحُ: إذا قال أزيدٌ عندك أو عمرٌو فمعناه: هل أحدهما عندك؟ وجوابُهُ: لا، أو نعم. وإذا قال: أزيد عندك أم عمرو فمعناه: أيهما عندك؟ وجوابه -على ما ذكرنا-: زيد إن كان عنده، وعمرو إن كان عنده وتقول: الحسن والحسين أفضل أم ابن الحنفية؟ فيكون الجواب أحدهما بهذا اللَّفظ. قال الشيح أبو علي الفارسي (٤): ولا يجوز أن تقول الحسن ولا الحسين لأنَّ المعنى أَأَحدُهما أفضل أم ابن الحنفية؟، فالجواب يكون على ما يتضمنه السؤال.

تخميرٌ: وتأخير الاسم في باب "أو" أحسن نحو أعندك زيد أو عمرو؟ وتقديمه في باب "أم" أحسن، لأن المسألة مع "أم" واقعٌ عن الاسم ومع "أو" عن الفعل.

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلٌ) ويقال: في "أو" و"إمَّا" في الخبر أنهما للشَكِّ وفي الأَمرِ أنهما للتخيير والإِباحة، والتَّخيير كقولك: اضرب زيدًا أو عمرًا


(١) سورة الزخرف: آية ١٦.
(٢) في (ب): "هي".
(٣) في (ب).
(٤) الإيضاح (ص ٢٩١)، وينظر: المُقتصد شرح الإِيضاح (٢/ ٩٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>