للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وفي التطليق بالمصدرِ واسم الفاعل".

قالَ المشرحُ: رجلُ قال لامرأتِه: أنت الطلاقُ ونوى به الثّلاث وَقعت (١) الثلاثُ. ولو قالَ لها (٢): أنتِ طالقٌ أيّ شيءٍ نوى لم يكن إلّا واحدةً رجعيةً عِندنا (٣).

قال جارُ الله: "والفرقُ بين إنْ، وأنْ، وإذا، ومتى، وكُلَّما وأشباهها مما يطولُ ذكرُه فإنّ ذلك كلَّه من النحو.

قال المشرّحُ: "وإذا قالَ الرّجلُ لامرأتِه: أنتِ طالقٌ إنْ دخلتِ الدارَ، وأنتِ طالقٌ أنْ دخلتِ الدارَ فالأولُ تعليقٌ، والثاني تَخْييرٌ (٤) ومعناه لأنْ دخلتِ الدارَ ولو قالَ (٥): أنتِ طالقٌ إذا لم أُطلّقكِ فكما سَكَتَ وَقَعَ الطَّلاقُ عندَ أبي يوسفَ ومُحمّدٍ (٦) بخلافِ ما لو قال أنتِ طالقٌ إن لم أطلقك فإنها لا تطلقُ حتى يموتَ الزوجُ (٧)، وإذا قالَ كُلّما دخلتِ الدارَ فأنتِ طالقٌ، فدخلتِ الدارَ ثلاثًا [طلقت ثلاثًا] (٨)، فإن وُجدت الدَّخلَتَانِ وهي في العِدَّة طَلُقَت ثلاثًا بخلافِ متى، وأمَّا الفرقُ بين إذا ومتى فسيجئُ في موضِعِهِ. إن شاء الله (٩) تعالى.

قالَ جارُ الله: "وهلَّا سفَّهوا رأيَ مُحمد بن الحسن الشَّيبانيّ -رحمه الله- فيما أودعَ كتابَ (الأَيْمان)؟، وما لهم لم يَتَراطَنوا في مجالِس التدريسِ وحِلَقِ المناظرةِ؟ ثم نَظَروا هل تَركوا للعلمِ جمالًا وأُبّهةً؟ وهلَ


(١) في (أ) وقع.
(٢) في (ب) فقط.
(٣) في (ب) لم يكن عندنا إلا واحدة رجعية.
(٤) في (أ) فمعناه.
(٥) نقل الأندلسي هذا النّص في شرحه: ١/ ورقة ٤، وذكر قصة طريفة استُفتِيَ فيها الإمام الطبري.
(٦) هما من أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه.
(٧) في (أ) فقط.
(٨) في (أ) فقط.
(٩) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>