للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدها لم يمتنع أيضا تقول: ها هو قاعد لشبهها بها من جهة وقوعها على كل شيء من الحيوان وغيره، من غير أن تفصل شيئًا من شيء مع حاجتها في البيان عن معناها إلى غيرها كحاجة المبهمة (١)، ومن ثم قال المُبَرِّدُ: علامات الإِضمار كلها مبهمة، وقال عَلِيُّ بن عِيْسَى: المبهم من الأسماء ما يصلح بعد حاضر، ويفتقر في البيان عن معناه إلى غيره. أما قولهم: "ها إن ذا" ونحوه فها عند سيبويه داخلةٌ على الأسماء المضمرة وهي عندَ الخليل مع الأسماء المُبهمة في التقدير على أنهم أرادوا أن يقولوا ها أنا فجعلوا أنا بين ها وذا فمن قدرها مع "ذا" فإنه يحتجُّ بقول زُهَيْرٍ (٢):

* تَعَلَمَا هَا لَعَمْر اللهِ ذَا قَسَمًا *

ويحتج أيضا بقول لبيد (٣):

* فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا لَهَا هَا وذَالِيَا *

وبقولهم: ها الله ذا: ومعناه والله هذا، لأن اسم الله ظاهر لا يدخل عليه التنبيه، وربما حكاه أبو الخطاب (٤) من أن العرب تقول: هذا أنت وأنت هذا.

ومن قدر إن ها مع أنا ونحوه دون ذا في التنبيه فإنه يحتج بقوله


(١) في (ب): "المتضمنة".
(٢) شرح ديوانه (ص ١٨٢)، وعجزه:
* فاقْصُدْ بِذَرْعِكَ وانْظُر أينَ تَنْسَلِكُ *
قال شارح الديوان أبو العباس ثعلب: "وأراد: تعلما أي: اعلما لعمر اللهِ ذا قسمًا. و"ها" تنبيه كقولك: أي: اسمع، وفيه قول آخر: اعلما هذا قسما، ثم فرق بين "ها" و"ذا".
(٣) شرح ديوانه (ص ٣٦٠) (الملحق)، وقد تقدم ذكره.
(٤) الكتاب (١/ ٣٧٩) ونصه: "وزعم أبو الخطاب أن العرب الموثوق بهم يقولون: أنا هذا وهذا أنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>