للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع التنبيه في "ها أنا" مع أن الانسان لا ينبه على نفسه إنما ينبه على ما أغفله، من حالة أن التنبيه، وإن كان على ما أغفله من حاله، فإنه ينبه بذكر ما لم يعلم، فلذلك خرج التنبيه على النفس والمعنى على حال النفس ولو جاء على الأصل لكان لا بدَّ من ذكر النفس ففيه مع ذلك إيجاز.

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) ويحذفون الألف عن "أما" فيقولون: أم واللهِ: وفي كلام هجرس بن كليب أم وسيفي وزريه، ورمحي وفصليه، وقوسي وأذنيه لا يَدَع الرَّجُل قاتل أبيه وهو ينظر إليه".

قال المُشَرِّحُ: إنهم (١) يخففون "أما" بحذف ألفها اعتمادًا على القسم بعدها، لأنه يعرفها وذلك أن "أما" من مقدمات اليمين وطلائعه، زرّ السيف حذُه كذا رأيته في (حاشية المفصل) (٢). رماحُ العرب كانت ذات شعبتين.

قال جارُ اللهِ: "وبعضهم يبدل همزتها هاء فيقول هما والله، وهم والله، وبعضهم عينًا فيقول عما واللُّه وعم والله".

قال المُشَرِّحُ: كأنهم ينفرون من الهمزة لأنها أدخل الحروف في الحلق إذ هي من أقصى الحلق فتبدل هاء مرة وعينًا أخرى.


(١) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ٢٣٣) شرح هذه الفقرة ولم يزد عليه شيئًا يذكر.
(٢) لم يرد هذا النص في نسختي من حاشية المفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>